و.م.ع لا يستقيم معرض من المعارض الدولية على اختلاف تيماتها التي يشارك فيها المغرب بدون حضور الطبخ المغربي بنكهاته الخاصة وأطباقه المتنوعة التي تستهوي الزوار. وقد شهد المطعم الذي شكل قيمة مضافة على المشاركة المغربية في هذا الموعد السنوي الهام ، منذ افتتاحه، حضورا مكثفا من قبل زوار المعرض القادمين من كل البلدان الذين اغتنموا هذه الفرصة لتذوق أشهى وألذ الأطباق المميزة بنكهات متفردة. وقال يوسف رحال المشرف على المطعم المغربي بالمعرض، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بهذا الخصوص، إن المطعم لا يكتفي بتقديم وجبات غذائية لزوار المعرض ولكن أيضا يهتم بالطبخ الاستعراضي مرتين في اليوم، وذلك لتقديم طرق إعداد أكلات مغربية أصيلة بشكل مباشر أمام الزوار. وأضاف أن التقديم الأول يهم الأطباق الرئيسية، كالكسكس وطبق اللحم المحمر أو الدجاج المحمر أو السمك، والثاني يهم تقديم إعداد حلويات مغربية أو شوربة "الحريرة " التي أصبحت تغزو موائد خارج المغرب، مشيرا إلى أن كل الأطباق تستعمل فيها المنتوجات المحلية المعروضة بأروقة التعاونيات المشاركة، من زعفران وزيت الزيتون وزيت الأركان والمشمش والبرقوق المجففين والخضر. وأشار إلى أن المطعم استقبل زبائن بشكل يومي استهوتهم الأطباق المغربية والشاي بالنعناع إضافة إلى الأجواء المميزة التي يعكسها الجناح المغربي برمته بتجسيد التنوع الثقافي من خلال فنون الطبخ والموسيقى وإبراز الجانب السياحي وأيضا المنتوجات الفلاحية الغنية للمغرب. وتقوم "الشاف" حبيبة الحيتر التي تقدم الطبخ الاستعراضي، بإطلاع الزوار الذين يتجمعون حولها بالعشرات ، على كل تفاصل الأطباق التي تعدها مع الحرص على ترجمتها بالألمانية والانجليزية لتعميم الفائدة، فحظيت بشعبية كبيرة في المعرض. وأكد أغلب الزوار الأجانب في تصريحات مماثلة، معرفتهم بقيمة المطبخ المغربي وأساليب الطهي المتعددة التي يتمتع بها ونكهاته المتميزة التي تجسد تفاعله مع الحضارات القديمة التي تعاقبت على أرض المغرب وتركت أثرها فاجتمع فيها العربي والأفريقي والأمازيغي والمتوسطي والأندلسي. ولم يكتسب المطبخ المغربي شهرته من فراغ ليكون رقم واحد عربيا والثاني عالميا بعد فرنسا، في كل المباريات الخاصة بفنون الطبخ وينال جوائز عالمية رفيعة، بل لأصالته وقدرته على التفوق إذ يعتبر فنا يقوم على مكونات مختلفة كالخضروات والفواكه المجففة والبهارات واللحوم والأسماك. جدير بالإشارة إلى أن الجناح الذي يشارك به المغرب في المعرض (من 15 إلى 24 يناير)، يقام على مساحة تقدر ب1550 مترا مربعا ، ويتضمن 50 رواقا تعرض فيها نحو 300 منتوج محلي من ضمنها 20 منتوجا يحظى بالعلامة الجغرافية المحفوظة أو بعلامة التسمية الأصلية المحفوظة وهي علامات تضمن القبول في دوائر التوزيع الدولي. ويعتبر المعرض"الأسبوع الأخضر" ، الذي يقام على مساحة تقدر ب125 ألف متر مربع ، من أهم المعارض الفلاحية في العالم ، إذ يتوقع أن يزوره هذه السنة ما يناهز 420 ألف زائر من ألمانيا ومختلف الدول المشاركة.