المغرب، البلد الأكثر جذبا للسياح الإسبان من خارج أوروبا، وإحدى الوجهات المفضلة لديهم عبر العالم، حاضر بقوة في الدورة 36 للمعرض الدولي للسياحة (فيتور)، الموعد السنوي القار للسياحة العالمية. وأوضح بلاغ للمكتب الوطني المغربي للسياحة بإسبانيا أن الوفد المغربي، يرأسه وزير السياحة لحسن حداد، ويضم نحو 200 مهني يمثلون مختلف المؤسسات الوطنية، كالخطوط الملكية المغربية، إلى جانب 20 عارضا (مجالس جهوية للسياحة، وفندقيين، ووكلاء سفر). وأضاف أنه تم تصميم جناح المغرب، الذي يقيمه المكتب المغربي للسياحة هذه السنة على مساحة 400 متر مربع، ليبرز الفن المعماري ومهارة الصانع المغربي، مشيرا إلى أن فرقة لرقصة الكدرة ستشارك لأول مرة في فضاء المغرب في هذا المعرض بغية التعريف بهذه الرقصة الشهيرة من جنوب المملكة. وقال محمد الصوفي، مندوب المكتب الوطني المغربي للسياحة بإسبانيا، "نريد هذه السنة تسليط الضوء على التراث الثقافي لجنوب المغرب من خلال هذه الفرقة للرقص التقليدي، التي اشتق اسمها من دف الكدرة المصنوع من الطين، وهو فن يعد جزء من التراث الثقافي للأقاليم الصحراوية". ونظم المكتب الوطني المغربي للسياحة، يوم 21 يناير الجاري على هامش المعرض الدولي للسياحة بمدريد وبشراكة مع سفارة المغرب في إسبانيا، حفلا جرى خلاله توزيع جوائز على المهنيين ووسائل الإعلام الإسبان. وبحسب الصوفي، فإن "هذه التظاهرة تشكل فرصة للقاء بالشركاء الإسبان ومكافأة الذين ساهموا بشكل أفضل في تعزيز والترويج لوجهة المغرب". ويعد فيتور (20-24 يناير)، دون شك، احد المعارض المهنية الأكثر أهمية بالنسبة لصناعة السياحة في أوروبا. واستقبل سنة 2015 أزيد من 120 ألف مهني (وكالات أسفار، وناقلون، وفندقيون، ورحلات بحرية، ومكاتب سياحة، وخدمات …) من 139 بلدا أجنبيا. ومن حيث عدد الزوار، توافد على فيتور في السنة الماضية، في المتوسط، أزيد من 100 ألف مهني من قطاع السياحة، وأكثر من 7000 صحفي ومدون مثلو ما يقرب من 4500 وسيلة إعلام. وزاد عدد السياح الإسبان الوافدين على المغرب بشكل مضطرد في السنوات الأخيرة، إذ انتقل من 1 مليون و857 ألف سائح سنة 2009 إلى 2 مليون و134 ألف زائر سنة 2014، بمعدل نمو سنوي بلغ 3 في المائة. ويتوقع أن يكون هذا الرقم قد بلغ في 2015 نحو مليونين و150 ألف سائح، أي زائد 1 في المائة مقارنة بسنة 2014. وفيما يتعلق يالوافدين على المغرب، فإن السوق الإسبانية تأتي حاليا في المركز الثاني بعد فرنسا والخامسة من حيث ليالي المبيت. وتبقى مراكش الوجهة المفضلة للاسبان سواء بالنسبة للإقامات الفردية أو المبيعات لدى منظمي الرحلات السياحية، متبوعة بطنجة والدار البيضاء وفاس وأكادير. وتظهر هذه النتائج ثقة السياح الأسبان في المغرب الذي لا زال يحتل مكانة مهمة في اختيار الوجهات السياحية لقضاء العطل رغم سياق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي أثرت بقوة على إسبانيا. ووضع المكتب الوطني المغربي للسياحة خطة عمله برسم سنة 2016، تروم القيام بمجموعة من المبادرات تتوخى كسب حصة من أسواق كبريات المحاور الاقتصادية في هذا البلد الإيبيري مثل برشلونة.