نعت فعاليات ثقافية وطنية ودولية، الكاتبة راشيل مويال، التي أسلمت الروح لبارئها هذا الأسبوع، عن عمر يناهز 87 سنة، بعد مسيرة حافلة بصمت عليها في المجال الثقافي بمدينة طنجة. وظلت راشيل مويال متشبثة بمسقط رأسها طنجة رفقة عدد قليل من يهود المدينة، الذين تناقصت أعدادهم مع مرور الزمن، إلى أن قُدر لها أن تلفظ أخر أنفاسها في مدينتها طنجة. ووصفت إدارة معهد “سيرفانتيس” بمدينة طنجة، الراحلة مويال، بأنها جوهرة الثقافة المغربية، معتبرة إيها بأنها “آخر نساء طنجة العظيمات”. من جهتها، أوردت “جمعية ميمونة” المهتمّة بالشّأن اليهودي المغربي، أنّ راشيل مويال كانت “أحد أبرز الناشطات الثقافيات في مدينة طنجة”، وأنّها “جعلت من مكتبتها الخاصة في مدينة البوغاز عنوانا للباحثين عن الأدب، والقصة، والشعر”. وذكرت الجمعية على صفحتها في فيسبوك، أن “مويال كانت منبعا للحب، والجمال، والثقافة، والواجب الوطني”، مذكّرة بما احتلّته مدينة طنجة في قلبها من مكان خاص، وحديثها دائما عن ذكرياتها في المدينة مع أصدقائها من مختلف المعتقدَات والأديان. كما أن مؤسسة النشر “الفاصلة”، اعتبرت أنّ الراحلة “كانت سيدة عظيمة حملت دومًا حب طنجة في قلبها”، و”سيّرت مكتبة الأعمدة-لي كولون-التي أدارَتها بين سنوات 1973 و1998، حيث جعلت منها أشهر مكتبة في إفريقيا تنشط على شكل صالون ثقافي”. وأضافت المؤسسة في منشور لها على الفيسبوك، أن الراحلة “ناضلت من أجل أن يظلّ اسم هذه المكتبة حيّا”، لتشكّل بجهودها هذه المكتبة “أحد الأبواب المهمّة للتّعرّف على تاريخ طنجة”. وكتب الناقد خليل الدامون أنه برحيل الكتبيّة راشيل مويال، تفقد طنجة جزءا من ذاكرتها، وأضاف: “لا نعرفها إلا بين الكتب داخل مكتبة الأعمدة وخلال جلسات النّقاش وقوفا بالمكتبة وفي كلّ الأمكنة الثّقافية”. ويرى الدامون أنّه برحيل مويال، “فقدت طنجة واحدة من موثِّقي اللحظات الكبيرة لهذه المدينة لمعاشرتها أغلب الفنّانين والمثقَّفين الذين رحلوا إلى المدينة”، مضيفا: “لن أنسى صورتَها وهي تبكي على صديقها الرّاحل محمد شكري الذي لم تستسغ أنّها ستفارقه يوما من الأيّام”.