توفيت أمس الإثنين 27 يناير، الكاتبة الطنجاوية اليهودية راشيل مويال، عن سن يناهز 71 سنة. وعثر على جثمان الراحلة ميتة وممددة على الأرض في شقتها بشارع "باستور" وسط مدينة طنجة، حيث عاشت لسنوات. راشيل مويال هي مثقفة من أصول طنجاوية يهودية، ولدت في عام 1933، وعاشت طيلة حياتها في مدينة طنجة، بين أحياء مرشان وبوليفار باستور. ونشأت مع إخوتها تحت رعاية عمها وخالتها، بعد فقدان والديها وهي في سن صغير، وكبرت في حضن ثقافة غنية تشمل التاريخ اليهودي والحضارة الإسبانية وتنوع طنجة في عهدها الدولي. كما أدارت مكتبة "كولينز" الشهيرة بطنجة لسنوات بعد إنشائها عام 1949، وكتبت راشيل كتيبا صغيرا تحت عنوان: "سنواتي في مكتبة الأعمدة"، تستعرض فيها حياتها كبائعة غير عادية للكتب. هذه المكتبة التي انتقلت ملكيتها الآن إلى الفرنسي بيير بيرجيه Pierre Bergé، كانت طيلة عقود مزارا ومقصدا لأشهر الكتاب الذين احتضنتهم طنجة وآوتهم، أو من مر منها عابرا ليغادرها عاشقا، مثل بول بولز، محمد شكري، الطاهر بنجلون، رشيد التفرسيتي، تينسي وليامس وغيرهم كثير. وتختم راشيل ذكرياتها عن المكتبة بكلمة: "وداعا" مكتوبة بأربع لغات هي الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والعربية، وكأنها تودع طنجة باسم من تبقى فيها من يهودها. "حينما يندثر جيلي من يهود طنجة، من سيسكنها بعد ذلك من اليهود"؟