- سعيد الشنتوف: مرت سنوات طويلة، تقاعد الأستاذ من مهامه بعد ان بصم بصمته التربوية في أجيال عديدة من التلاميذ، الذين تفرقت بهم سبل الحياة، غير أن روح الوفاء جمعت ثلة منهم في مبادرة تكريمية لهذا الأستاذ لما قدمه طوال فترة عمله في مدينة طنجة خلال ثمانينات القرن الماضي. الأستاذ المتقاعد "حسن خيضر"، كان على موعد مع مفاجأة حقيقية وهو داخل منزله في مدينة بركان، عندما قام مجموعة من التلاميذ القدامى الذين درسهم على مدى سنوات متفرقة من مشواره المهني في سلك التعليم، ضمنها فترة مهمة بالثانوية الإعدادية محمد السادس (ولي العهد سابقا)، بالبحث عنه واستقدامه إلى مدينة طنجة بغية الاحتفاء به وتكريمه في مبادرة غير مسبوقة. وحسب أصحاب هذه المبادرة الفريدة من نوعها، فإن فكرة تكريم الأستاذ "حسن خيضر" نبعت من خلال اجتماع مجموعة من أصدقاء الدراسة، على صفحات موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، واتفقوا على تكريم أستاذهم الذي كان يدرسهم اللغة الفرنسية، خلال ثمانينيات القرن الماضي. وهكذا قام هؤلاء التلاميذ، باستقدام أستاذهم إلى مدينة طنجة، ونظموا حفلا رمزيا داخل نفس الفصل الذي كان يدرسهم فيه قواعد اللغة الفرنسية، بنفس المؤسسة التي خضعت بنيتها التحتية للعديد من التغيرات، بفعل الإصلاحات التي تعاقبت عليها منذ تلك الفترة. وكان الحفل مناسبة لاستحضار، ذكريات الماضي الجميل، ومختلف الماوقف الطريفة التي رسمت لحظات متفرقة لعلاقة هذا الأستاذ بتلاميذه، فضلا عن المجهودات الجبارة التي ساهم بها الأستاذ "حسن خيضر" ومكنت هؤلاء التلاميذ السابقين، اليوم من تبوؤ وظائف ومكانة متميزة في المجتمع.