- ياسين العماري: تفترش سيدة مُسنّة معاقة الأرض، بساحة التحرير وسط مدينة العرائش.وتقضي السيدة التي تقول إن إسمهما ” نجاة ”، ساعات يومها في عالم التشرد.ففي النهار تستجدي المارة بما يسد رمقها، فيما تنام الليل فوق الإسفلت في جو المدينة الشديد البرودة. وقال نشطاء جمعويون وحقوقيون، إن السيدة "نجاة" المعاقة ذهنيا لا تتكلم إلا نادرا، ويتم الاعتداء عليها جنسيا مرارا من طرف منحرفين. كما أنها أصبحت تدخن السجائر في الآونة الأخيرة. نفس الحقوقيين ذكروا أن عائلة تعيش في طنجة،من بينهم أبنائها وأخت لها تدعى كريمة. وسبق لهم أن قدِموا لمدينة العرائش للبحث عنها منذ سنة ونصف،لكنها تفضل الخروج للشارع،وهي المناسبة التي تم القبض عليها من طرف الدوريات الأمنية وإلقائها في العرائش. مناشدين كل من تعرف علي صورتها التدخل لإخبار عائلتها قبل أن يلحق بها أذى أو ضرر. من جانبه دعا الناشط الجمعوي "يوسف أكريمو" سلطات طنجة وتطوان والحسيمة الكف عن التعامل مع المشردين وكأنهم أكوام من القمامة لا تصلح لشيئ. وطالب من ذات السلطات إيجاد حل لهذه الفئة والتوقف عن إرسالهم لمدينة العرائش التي حذّر من تحويلها لبويا عمر جديد. وتأسف "أكريمو" من وجود مجموعة من المشردين يتحدثون باللّكنة الطنجاوية وباللغة الأمازيغية الريفية،وهو دليل حسب رأيه على أن هؤلاء تم إستقدامهم من المدن الشمالية،خلال الزيارات التي تقوم بها الوفود والشخصيات الرسمية لتلك المدن. مطالبا المسؤولين بإعمال العقل خلال صرفهم للأموال العمومية،عبر التعجيل ببناء مراكز إيواء خاصة بهذه الفئة عوض هدر المال العام ف نشاطات لا تنفع إلا أقلية من المستفدين . وكان نشطاء جمعويين قد قاموا في وقت سابق بتصوير حافلة قادمة من طنجة مليئة بالمشردين، يتم إلقائهم في مدخل مدينة العرائش. واعتبر ذات النشطاء أن هذه العملية فيها إهانة للمواطن المغربي، وتعريض حياة المشردين لخطر الموت في هذه الأجواء الباردة والقارسة.