تعيش السياحة في إسبانيا خلال الموسم الصيفي، إحدى أزهى فتراتها، بفضل الإقبال الكبير من طرف السياح المغاربة، الذين ساهمت نفقاتهم في انتعاش الاقتصادي السياحي في هذا البلد، في وقت تشكو فيه السياحة المغربية متن أعطاب تفاقم أزمتها عاما بعد عام. وفي وقت تنتظر المصالح القنصلية الإسبانية، أن تعالج نحو 250 ألف طلب تأشيرة تقدم بها مواطنون مغاربة، أظهرت بيانات رسمية اسبانية، أن سنة 2018، سجلت دخول 900 ألف سائح مغربي إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، بارتفاع نسبته 10 في المائة. وأوردت البيانات الرسمية، أن تدفق السياح المغاربة إلى إسبانيا، كان سنة 2018، ولأول مرة، أهم من تدفق السياح الإسبان إلى المغرب، الذي استقر في حدود 814 أف اسباني زاروا المملكة. وموازاة مع ارتفاع عدد السياح المغاربة الوافدين على الجارة الشمالية للمغرب، بلغت حجم النفقات التي استفاد منها الاقتصاد السياحي في اسبانيا، ما يناهز 500 مليون دولار، بينما لم تتجاوز نفقات السياح الاسبان في المغرب، سقف 420 مليون دولار. يأتي هذا في وقت كلفت سفريات المغاربة إلى الخارج، ما يقارب 19 مليار درهم من العملة الصعبة برسم سنة 2018، بزيادة بنسبة 9 في المائة مقارنة بسنة 2017 ، التي سجلت أصلا ارتفاعا بنسبة 21 في المائة حسب احصائيات مكتب الصرف. ففي سنة 2018، ارتفعت نفقات سفريات المغاربة إلى الخارج ب 1,55 مليار درهم لتصل إلى 18,9 مليار درهم ،وهو ما مثل ارتفاعا كبيرا مقارنة بمداخيل السياحة بالعملة الصعبة التي يحصل عليها المغرب (+1 مليار درهم) حسب نفس المصدر. ومن المتوقع، أن تسجل هذه النفقات مع زيادة المنحة السياحية التي تم إقرارها في سنة 2019 والتي تصل إلى 100 ألف درهم لكل شخص سنويا.