يعيش زوار مدينة طنجة كما زوارها خلال فصل الصيف، على ايقاع معاناة كبيرة مع ارتفاع الأسعار الذي مس مختلف الخدمات السياحية، الامر الذي استياء كبيرا في اوساط طالبي هذه الخدمات التي تجاوزت اسعارها كل المستويات المعقولة. وارتفعت خدمات عدد من المقاهي والمطاعم في مدينة طنجة، الى مستويات “جنونية”، مثلما هو الشان بعض المقاهي التي تكتسي رمزية تاريخية، اذ وصل سعر كوب الشاي العادي على سبيل المثال الى 20 درهم، بدلا من 9 او 10 دراهم خلال باقي فترات السنة. ويرى عدد من المتتبعين ان هذا الارتفاع في الاسعار، يمثل “استغلالا فاضحا” للسياح من المغاربة والاجانب، محذرين من انعكاسات سلبية على القطاع السياحي بالمدينة، الذي يعتبر الغلاء من اكثر العوامل التي ادت الى تضرره خلال السنوات الأخيرة. غلاء الاسعار خلال فصل الصيف، لم يتوقف عند خدمات المقاهي والمطاعم، اذ امتد لهيبه ليشمل خدمات النقل هي الاخرى، خصوصا بالنسبة لوسائل النقل الرابطة بين طنجةوتطوان، التي ارتفعت اسعارها من 15 درهم الى 20 درهم بالنسبة لحافلات النقل الطرقي، فيما رفع ارباب سيارات الاجرة على مستوى نفس الخط، اسعار خدماتهم من 30 درهم الى 50 درهم. الى ذلك شهدت أسعار الكراء، ارتفاعا صاروخيا مع ارتفاع أعداد المصطافين الذين حجوا إلى شمال المغرب، وخاصة بجهة طنجةتطوانالحسيمة. وعبّر عدد كبير من المصطافين من تبرمهم من هذا الارتفاعات الكبيرة في الأسعار، حيث اعتبروها بمثابة استغلال لوضعيتهم ولظروفهم التي اضطرتهم للقدوم للاصطياف في هذه المناطق. كما أن عدد من الفاعلين في القطاع السياحي بجهة طنجة، انتقدوا هذا الارتفاع في الأسعار، معتبرين إياه من العوامل التي تؤدي إلى إبعاد المصطافين من هذه الجهة في العطل الأخرى المقبلة، وبالتالي خسارة مورد مهم للرواج السياحي بالمنطقة. وطالب هؤلاء بضرورة إحداث لجن خاصة بمراقبة الأسعار، وتحديد اسعار معقولة تكون في متناول شريحة مهمة من المصطافين، من أجل استمرارا الرواج السياحي بهه المناطق على مدار السنة.