اعتبر مشاركون، خلال اشغال اليوم الثاني من ندوة “التنمية المستدامة وتحديات دول الجنوب” بمدينة أصيلة، الى مقاربة شاملة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة في المخطط الأممي للتنمية المستدامة في افق عام 2030. وناقش المتدخلون خلال الجلسة لهذه الندوة المندرجة ضمن جدول النسخة 34 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي، دور تعددية الأطراف في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وفي هذا الاطار، ابرز الرئيس السابق للاتحاد من أجل المتوسط، فتح الله سجلماسي، أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي حددتها منظمة الأممالمتحدة، تقتضي نهج مقاربات شاملة. وشدد سجلماسي، على ترابط جميع الأهداف السبعة عشر، مما يحتم نهج سياسات عمومية متصلة بعضها ببعض من اجل تحقيق هذه الغايات. مؤكدا أيضا على ضرورة ربط أهداف التنمية المستدامة بالآثار السوسيو اقتصادية، وجعلها مقياس تقييم السياسات العمومية في مجال التنمية المستدامة. من جهته، أبرز رئيس مكتب منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية لدى مملكة البحرين، هاشم حسين، ان التحدي الأساس أمام رهانات التنمية المستدامة، يكمن في التمويلات الكافية. وبعد ان استعرض حسين، مجموعة من الصعوبات التي تواجهها الهيئات التابعة للأمم المتحدة، دعا الى خلق مصادر تمويل جديدة، مقترحا اللجوء إلى القطاع الخاص وإدماجه في الجهود الرامية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. من جانبه، سجل الخبير المغربي في الشؤون المدنية والاجتماعية، عبد القادر الخصاصي، أن الأممالمتحدة اضطلعت فعلا بدورها كوسيط فعال في مساعدة الدول الأعضاء على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لكنه سجل أن وجود العديد من الصعوبات والتحديات في الاضطلاع بهذا الدور. الخصاصي الذي نوه بالنموذج المغربي “المضيء”، ان بلدان العالم تسير بخطوات متفاوتة في طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة. مبرزا ان ذلك يعود الى كون بنود الخطة الأممية، غير ملزمة للدول الأعضاء فيها. وذهب المستشار الاقتصادي ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، دريم البسام، الى استجابة كل الدول الاعضاء بالامم المتحدة في إطار تعددية الأطراف، في ظل ارتفاع التحديات التي يواجهها العالم. وحذر البسام، من السياسات الانعزالية المتصاعدة لدى الكثير من دول العالم، ما يمثل أكبر تهديد لمساعي تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أفق 2030. وحاولت هذه الندوة، المنظمة على مدى يومين بشراكة مع مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة (دراسات)، حول موضوع “التنمية المستدامة وإكراهات دول الجنوب”، الإسهام في المناقشات حول السبل المثلى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدتها الأممالمتحدة عام 2015.