- ياسين العماري: شهد مقر المركز الثقافي الإسباني سيرفانتيش، الواقع بشارع بلجيكابطنجة مساء يوم الإثنين 21 شتنبر، لقاء إعلاميا ضم صحفيين من إقليم الأندلس ومن شمال المغرب. وهي المناسبة التي تميزت بعرض مجموعة من الأطروحات التي سعت إلى تجديد أواصر التعاون الإعلامي بين الضفتين، بُغية تقريب وجهات النظر وتعميق التعاون بين إسبانيا والمغرب. ويدخل الللقاء في إطار مشروع NAMAE لتطوير وإدارة المحتوى، وكذا تعزيز حرية التعبير والصحافة الرقمية عبر الحدود.وفي الأثناء تم عرض شريط وثائقي قصير عن مسرح سيرفانتيس في أيامه المجيدة.وضم الوثائقي شهادات لمؤرخين ومهتمين مغاربة وإسبان، ولقطات من العروض الفنية التي عرفها المسرح الذي كان أيقونة ثقافية أيام طنجة الدولية. المتدخلون الإسبان طالبوا المسؤولين في البلدين التدخل من أجل التعاون وإرجاع المسرح إلى سابق عهده.معتبرين ذلك تكريسا للتعاون المتبادل، وتعزيزا لأواصر الصداقة الموجودة بين الشعبين. بعد ذلك عرض المنظمون شريطا وثائقيا آخر،حول جريدة إسبانيا،التي كانت تتخذ من مدينة طنجة مقرا لها. حيث تأسست في عهد الجينرال فرانكو سنة 1938 .الصحيفة التي كان يشتغل فيها مغاربة وإسبان عرفت إزدهارا كبيرا ساهم في تنشيط المجال الثقافي في منطقة شمال المغرب وإسبانيا على حد سواء. وكان من أهم الملاحظات التي ذكرها الشريط،أنه ورغم أن بعض أعدادها كانت تتعرض للمصادرة في إسبانيا، إلا أن الوضع في مدينة طنجة لم يكن يسمح بذلك، بفضل الإنفتاح الذي كان موجودا آنذاك. فضلا عن الوضعية الدولية التي كانت تتمتع بها مدينة طنجة.إلا أنه ولظروف سياسية أغلقت الجريدة أبوابها سنة 1961 . في غضون ذلك أشارت أنطونيا مانفريدي عميدة المدرسة المهنية للصحافيين بالأندلس في تصريحات لصحيفة طنجة 24 الإلكترونية، إلى أن تواجدهم في مدينة طنجة يدخل في إطار مشروع يضم ثلاث محاور تسعى مؤسستها وباقي الشركاء المغاربة والإسبان والأوروبيين إلى تنفيذه وإعادة الحيوية له. وأشارت المسؤولة الإسبانية إلى أن أول هذه المحاور هي إصدار جريدة رقمية مبتكرة ستبث موادا باللغتين الإسبانية والعربية، ستهم أساسا مواضيع لها علاقة بالشؤون الثقافية والإجتماعية والرياضية والإقتصاية.وإختار لها المشرفون إسم calledeagua.com.مؤكدة أن الموقع سيشهد دفعة شبابية جديدة من أجل تلبية إحتياجات القراء في كلا البلدين. وأضافت أن المحور الثاني يضم تكوين شبكة من النساءات المحترفات من مدينة قادش ومن شمال المغرب وخصوصا من طنجة ،لتدريبهن لكي يُصبحن فاعلات في مجال الإعلام،وجعلهن مصدرا من مصادر الخبر. "حتى لا يكون العنصر الذكوري هو المهيمن على المشهد الإعلامي" تضيف ذات المسؤولة. وكشفت أن هذا البرنامج سيدفع في إتجاه تعزيز تواجد النساء في وسائل الإعلام،ومساعدتهن لإجتثات النظرة الدونية التي تتواجد فيها المرأة في وسائل الإعلام . وفيما يخص المحور الثالث ذكرت المسؤولة الإسبانية أنهم سيسعون إلى إستعادة الذاكرة التاريخية لمسرح سيرفانتيس وجريدة إسبانيا التي كانت تبث من طنجة،وذلك من خلال إثارة إنتباه المسؤولين في كلا البلدين قصد التدخل لإعادة الحياة لمسرح سيرفانتيس على وجه الخصوص. وكذا إعادة العروض المسرحية والفنية التي كان يعرفها في الماضي قبل أن يتحول إلى مبنى مهجور. من جانبه ثمّن يونس مجاهد رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية،هذا اللقاء.معتبرا مسرح سيرفانتيس وصحيفة إسبانيا من التراث المشترك بين الشعبين.وجزء لا يتجزأ من تاريخ المغرب ومنطقة الشمال بشكل خاص.ودعا مجاهد في كلمة مقتضبة إلى حماية هذه الذاكرة الثقافية . الجدير بالذكر أن المشروع مُموّل من طرف الصندوق الأوروبي للدعم الجهوي،ومعهد الشغل والتنمية السوسيوإقتصادية والتكنولوجية بإسبانيا، وبلدية قادش،وبشراكة مع النقابة الوطنية للصحافة المغربية وهيآت أخرى.