– جمال الصغير: منذ منتصف الأسبوع المنصرم، كان الحصول على تذكرة سفر على متن إحدى حافلات النقل الطرقي نحو وجهة محددة انطلاقا من المحطة الطرقية لطنجة، أقرب للمستحيل ، والسبب هو أن المسافرين يحجزون أماكنهم في الحافلات والقطارات قبل مدة من عيد الأضحى تفاديا للازدحام، في الوقت الذي تحولت فيه نسبة أخرى من التذاكر إلى السوق السوداء، بعد أن يتسم استنزاف الشبابيك منها. وزارة التجهيز والنقل واللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير بدورهما تنصحان المسافرين، من خلال بلاغ لها لعموم المواطنين بالحرص على تفادي الازدحام، من خلال برمجة السفر مبكرا، ولكن زائر المحطة الطرقية لطنجة قبل أسبوع من العيد، سيكتشف أن الازدحام هو سيّد الموقف. غير أن الازدحام ليس وحده الذي تعرفه المحطة خلال هذه الأيام، فهناك أيضا ارتفاع جنوني في أسعار تذاكر السفر نحو مختلف الوجهات، حيث تجاوزت الأسعار في بعض الأحيان الضعفين مقارنة مع الأثمان العادية خلال باقي الأيام والمحددة من طرف وزارة التجهيز والنقل. يقول أحد المواطنين "لا قدرة لنا على فعل أي شيء بهذا الأمر، إلا أن نقول اللهم هذا منكر، غير ذلك فإنك مهما فعلت ستضطر إلى اقتناء تذكرة السفر بالثمن الذي يريدون وإلا ستبقى بدونها وبدون سفر، والجميع يرضخ لذلك عملا بقولة .يوم في السنة لن يضر.". مواطن آخر يصرح بعدما لم يجد تذكرة للسفر " يقولون أن التذاكر قد نفذت، إنهم يخبئون التذاكر إلى اليومين الاخيرين حتى يضاعفوا من أثمنتها كما يشاءون، نعرف هذه الألاعيب الاستغلالية جيدا". ارتفاع أسعار التذاكر، ليس التجاوز الوحيد الذي يطال المواطنين خلال هذه الفترة، فهناك اختلالات أخرى أكثر خطورة، مرتبطة بجودة الخدمات المقدمة للمواطنين، حيث لا تتوانى بعض شركات النقل الطرقي عن الاستعانة بحافلات مهترئة لنقل المسافرين، مثلما هو حاصل بالنسبة لبعض الخطوط الرابطة بين طنجة وتطوان، وطنجة والقصر الكبير، وخطوط أخرى تربط مع وجهات بعيدة. ومما يزيد الأمر خطورة أيضا، هو قيام بعض سائقي الحافلات، بالسماح بإضافة كراسي بلاستيكية في مؤخرة الحافلة، من أجل استيعاب أعداد إضافية من المسافرين. وهو ما يمكن أن ينجم عنه حوادث سير مميتة في أحد طرقات المملكة. إعلان وزارة النقل، الذي ينصح المواطنين برمجة أسفارهم مبكرا لتجنب الازدحام، واقتناء التذاكر من الشباك، واحترام الساق وباقي المسافرين، لم يورد أي ما من شأنه أرباب شركات النقل أن يحترموا المسافرين بدورهم، خصوصا فيما يتعلق بأسعار بيع التذاكر في مثل هذه المناسبات التي يكثر فيها الإقبال على السفر، والتي يحددونها كيفما شاؤوا، بدون حسيب ولا رقيب.