- عصام الاحمدي : على بعد أيام معدودة، من انتهاء المهلة المخصصة لإيداع لوائح الترشيحات برسم الانتخابات الجماعية والجهوية المقررة يوم 04 شتنبر ، ما يزال حزب العدالة والتنمية، هو الهيئة السياسية الوحيدة التي نجحت في الحسم في أسماء مرشحيها لهذه المحطة الانتخابية، بينما ما تزال مختلف الأحزاب الأخرى، تحاول إقناع شخصيات انتخابية ومواطنين عاديين، لملء لوائحها وإيداعها لدى السلطات المختصة. وباستثناء حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يخرج بين الفينة والأخرى بمفاجآت تؤكد عزمه على تحقيق نتائج إيجابية في الانتخابات المقبلة، فإن العديد من الأحزاب السياسية الأخرى، تعيش حالة تخبط وارتباك، تتجلى في فشلها في الحسم في لوائح مرشحيها لهذه الاستحقاقات، فيما يبدو أن الصراع الانتخابي، سينحصر أساسا بين حزبي "المصباح" و"الجرار". ومن ضمن هذه الأحزاب التي أصبح إيجاد مرشحين لملء قوائمها، يشكل هاجسا كبيرا بالنسبة لها، هناك حزب الاستقلال، الذي يُعول في هذه الانتخابات على أسماء انتخابية، كان لها وزنها في الساحة السياسية، أمثال عبد السلام الأربعين، الذي يسعى إلى ترجيح كفة "ميزان" حزبه في مقاطعة بني مكادة. غير أن عبد السلام الأربعين، يبدو كمثل الغريق الذي يتشبث بقطعة قش في هذه اللحظة الحرجة، حيث يبدو أن همه الوحيد، هو إقناع أشخاص بالدخول كأعضاء في لائحة الحزب الذي يمثله، مثلما حدث خلال الأيام الأخيرة، عندما لجأ هذا المرشح الاستقلالي، لاستجداء موافقة مجموعة من الباعة المتجولين في أحد أسواق المدينة، من أجل موازنة كفتي ميزان حزبه، الذي يبدو أنه يعيش أزمة تنظيمية خانقة. ولم يكن حظ عبد السلام الأربعين، مع هؤلاء المواطنين المشتغلين كباعة متجولين، أحسن بكثير مع أعضاء حزبه الذين رفضوا موازنة كفتي الميزان في بني مكادة، فقد كان ردهم سريعا وحاسما، وهو الرفض القاطع لخوض غمار أي غمار انتخابي، رأوا أن دورهم فيه لن يتعدى أكثر من دور أرانب السباق. وبدوه يعيش حزب التجمع الوطني للأحرار، حالة ارتباك شديدة، زاد من حدتها مغادرة كل من رضوان الزين وعبد العزيز بن عزوز، لصفوف الحزب، الأمر الذي انعكس على قدرة الحزب في الحسم في لائحة مرشحيه للانتخابات الجماعية والجهوية، التي يدنو أجلها بسرعة مخيفة لقيادة هذا الحزب الذي يواجه شبح سقوط مدوي في هذه المحطة الانتخابية. ومما يضاعف في تعثر مسعى حزب "الحمامة" الذي يقوده محمد بوهريز، في الحسم في لائحة مرشحيه، هو توجه القيادة الجهوية، لتزكية أسماء يقول نشطاء تجمعيون شباب، إنها متقادمة، وأن ترشيحها من جديد سيقطع الطريق أمامهم للمشاركة الفعلية في الحياة السياسية بالمدينة. الفشل في تحدي ملء لوائح المرشحين، يلاحق أحزابا عديدة هذه السنة في مدينة طنجة، منهم من استعان بالمبدأ القائل ب "تجديد النخب"، كتغطية لفشله الذريع في إقناع أسماء كانت إلى حدود وقت قريب، هي التي تضمن له مقاعد في مجالس الجماعات المحلية والجهوية، وآخرون سيستمرون هائمين يمينا وشمالا، ليداهمهم موعد انتهاء مهملة إيداع الترشيحات لانتخابات أعضاء مجالس الجماعات الترابية.