من أصيلة (صور: زكرياء العشيري): منذ يوم الجمعة الماضي، تعيش مدينة أصيلة، نفحات روحانية من عوالم الرضا والنور، من خلال فقرات الملتقى الوطني الثامن للمديح والسماع، الذي تختتم فعالياته اليوم الأحد، بمشاركة ثلة من ألمع الفرق الإنشادية وفناني هذا التراث من مختلف مناطق المغرب. وحملت دورة هذا الملتقى الذي تشرف على تنظيمه جمعية أهل أصيلة للمديح والسماع، بشراكة مع منتدى الإبداع للمنشدين والمادحين المغاربة بمدينة طنجة، بمناسبة ذكرى ميلاد الأمير مولاي الحسن، شعار "معارج الإبداع .. في المديح والسماع". وأذهلت مجموعة شباب البيضاء، مكونة من عدة منشدين قادمين من مدينة الدارالبيضاء، بمشاركة مجموعة دار الآلة للموسيقى الأندلسية ودعم من جمعية هواة الموسيقى الأندلسية، جمهورة سهرة اليوم الثاني من هذا الملتقى، من خلال عرض باهر وجذاب، حيث شنفت المجموعة أسماع الجمهور من ريبرتوار الإرث المغربي الروحي الاصيل. كما تميزت السهر الثانية للملتقى، كذلك بلوحة فنية جذابة قدمتها مجموعة "أريج" النسوية، القادمة من مدينة سلا، والتي امتعت الحاضرين، من خلال أصوات رخيمة وريبوار بديع يضم باقات من روائع مأثورات السماع المغربي والعربي، بتأطير من الفنان مراد محمد العلام. ولم تكن سهرة اليوم الثاني، إلا واحدة من شذرات البرنامج الغني لهذا الملتقى، الذي تميز بتنظيم مائدة مستديرة حول موضوع "المديح المغربي بين الهوية الوطنية والمشتركات الإنسانية"، أطرها الدكتور عبد العلي بنيعش، رئيس مركز ابن رشد للدراسات الفكرية والأبحاث الاجتماعية، بمشاركة الباحث في مجال التصوف، الدكتور عبد السلام المنصوري، وأطرها الشاعر المغربي أحمد الحرايشي. واعترافا بدورها في إثراء المجال الثقافي والتربوي، خصص منظمو الملتقى لحظة تكريمية، للسيدة الحاجة رشيدة بنيعش، التي تعتبر أحد الأقطاب النسوية، التي ساهمت في حفظ الذاكرة الثقافية والتراثية لبلادنا. وكان حفل الافتتاح، قد تضمن عرضين فنيين لكل من مجموعة شمس الأندلس للمديح والسماع من شفشاون، وفرقة جمعية البشائر المحمدية للإبداع في فني المديح والسماع بتازة الجديدة، إضافة إلى فقرة تكريمية للفنان عبد الرحيم الخمسي.