من تطوان: لقيت سيدة أربعينية مصرعها، بضواحي مدينة تطوان تطوان، متأثرة بإصابات ورضوض على مستوى أنحاء مختلفة من جسمها، نتيجة تعرضها للضرب والرفس، على يد "مشعوذ"، بدعوى قيامه بعملية صرع جني، كان يسكن جسد الضحية. وأوردت مصادر محلية من دوار "بني صلاح" بضواحي مدينة الحمامة البيضاء، أن الضحية، وهي أم لثمانية أطفال، كانت تعاني قيد حياتها من اضطرابات نفسية، ما دفع بعض أقاربها، يعتقدون أن الأمر يتعلق بوجود مس أو سحر بها، حيث قاموا بحملها إلى "الفقيه" المعني، الذي مارس عليها طقوسه وشعوذته المعتادة. ولم يكتفي الجاني، بقراءة الطلاسم الممزوجة ببعض الآيات القرآنية، وتعريض الضحية إلى رائحة البخور، وغيرها من الطقوس المعتادة، وإنما انهال عليها بالركل والرفس والضرب بالعصي هو وأربعة من مساعديه، مما أدى إلى وفاة الضحية. وتمكنت أجهزة الدرك الملكي، من توقيف "الفقيه"، ومساعديه، للتحقيق معهم حول هذه الجريمة النكراء فيما تم نقل جثمان الضحية إلى مستودع الأموات، للقيام بالإجراءات القانونية المعتادة. ويعتقد مراقبون اجتماعيون، أنه علاوة على الجهل والأمية السائدة في العديد من الأوساط الشعبية، فإن كارثية الوضع الصحي، الذي تعاني منه المنطقة برمتها، هو الذي يدفع الكثير من المواطنين إلى الإقبال على خدمات "المشعوذين" وأطباء مزيفين يحترفون بيع الأعشاب الطبية. وكشفت إحصائيات رسمية سابقة، أن جهة طنجةتطوان المرتبة الثانية وطنيا من حيث عدد المنحدرين منها الذين يقصدون ضريح "بويا عمر" بقلعة سراغنة، مباشرة بعد جهة الدارالبيضاء الكبرى، وذلك حسب دراسة ميدانية حديثة أجرتها وزارة الصحة المغربية. وإشتهر ضريح "بويا عمر" منذ القرن 16 ب "علاج" المرضى الذين يعانون من اضطرابات عقلية ونفسية، ويقع على بعد 50 كلم شمال مدينة مراكش، ويزوره حوالي 30 ألف شخص في السنة منهم 15 ألفا خلال عيد المولد النبوي. ويعتبر الضريح، في ظل النقص الحاد في مؤسسات استقبال وعلاج المرضى النفسيين، أكبر رمز لإيمان المغاربة بالخرافات، حيث كشفت الدراسة أن 70% من حالات الإيواء "تمت بطلب من عائلة النزيل".