- السعيد قدري : منذ سنوات لم تعد تظاهرات فنون الفروسية التقليدية في المواسم والمناسبات الدينية والوطنية فضاء فلكلوريا يحتكره الرجال فقط٬ اليوم أصبح للمرأة حضورا متميزا وباتت بدورها تقود سربات الخيالات بالكفاءة والحماس ذاته. فوسط أحضان طبيعة منطقة المنزلة بضواحي طنجة الغربية رسمت فارسات قدمن من منطقة الغرب إبداعاتهم في ثاني مشاركة لهن خلال هذه الدورة ، فرسان وفارسات كسبوا الكثير من التصفيقات والزغاريد من محيط الفضاء الذي ملاه جمهور غفير وزوار الموسم منذ الساعات الأولى من صبيحة اليوم الثالث لهذه الدورة. النسخة الثانية وبنكهة الطبيعة الخلابة بالمنطقة امتزجت فيها رائحة البارود التي أطلقتها فرق الخيالة مع أهازيج الطقطوقة الجبلية والعيطة التي ملأت فضاءات الساحة التي يقام فيها المهرجان، تواصلت لحظات من المتعة صنعتها الفرقة الخاصة التي تتكون من أزيد من 350 فارس وفارسة. المشاركين أبدعوا في صنع الانبهار والإعجاب من منبر لوحات في الفروسية و ترويض الخيول التي تخللتها طلقات البارود ، ولتصدح هنا وهناك عاصفة من الزغاريد المنبعثة من حناجر النساء. مقدم فرقة تيسة كشف في تصريح لطنجة24 أن مشاركة الفرقة التي اشتهرت بالمغرب بعد نيلها لإحدى الجوائز الوطنية كانت مميزة واستطاعت نيل إعجاب المتتبعين ، من جهتها قائدة الفرقة النسائية المشاركة لثاني مرة في هذا الموسم وصفت انطباعها الخاص موضحة إنها فرصة للتعريف بالفارسات المغربيات اللواتي بدان يشكلن نموذجا جميلا في الإبداع من خلال التناسق الكامل في بلورة نموذج جميل وممتع من الفروسية . وبالموازاة مع ذلك أبدعت فرق موسيقية أبت إلا أن تشارك في تنشيط حفلات هذا الملتقى السنوي الذي تناثرت أصداءه لتصل إلى كل مكان من خلال برنامج أعدته اللجنة المنظمة هذه السنة وتوخت من خلاله استقطاب آلاف الزوار ، نجلاء اللنجري رئيسة الجمعية أوضحت بهذا الخصوص أن كافة الترتيبات اتخذت لإنجاح نسخة هذه السنة، وتركزت في توفير جميع الظروف قصد استقطاب الزوار والذي من المنتظر أن يصل عددهم لأزيد من 50 ألف زائر، هذه الإجراءات تضيف نجلاء لن تكون ناجحة إلا بتضافر جهود الجميع ومن بينها السلطات المحلية التي وفرت أجواء ممتعة للجمهور وزوار الموسم في نسخته الثانية. في اليوم الثالث من المهرجان ألقيت باقات من الأغاني الشعبية والجبلية أداها كل من الفنان ورائد الأغنية الجبلية حاجي السريفي إلى جانب الفنان عصام وبحضور جمهور غفير تابع لحظات هذه الدورة التي شدت إليها أنظار حتى السياح الأجانب الذين حضر عدد منهم لمتابعة تفاصيل مهرجان سنوي يقام بالجماعة القروية المنزلة، ورقص على إيقاعاتها عدد كبير من جمهور المنطقة. هذه التظاهرة الثقافية والسياحية في عمومها و التي تتواصل على مدى أربعة أيام وتنظمها جمعية الرشاد للتنمية القروية وضعت في متناول الزوار نماذج (عرض وبيع) منتجات الصناعة التقليدية والحرفية ومشتقات الأعشاب الطبيعية التي تزخر بها المنطقة، وهي المعروضات التي حضيت بإعجاب زوار أعربوا عن رغبتهم في الانخراط في هذا النشاط عبر تغريدات لهم على حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي.