بمجرد ما دويت طلقات بارود فرقة خيالة كلميم، يوم الخميس الماضي، بساحة العرض ببلدية المنصورية، حتى توافد عدد كبير من زوار الشاطئ المحاذي للساحة، لمشاهدة عروض الفروسية، خاصة فرسان كلميم، الذين يطلق عليهم اسم سفراء خيالة الجنوب. 'سربة' كلميم (خاص) اختلط دخان طلقات البارود، التي وجهت صوب الأرض بغبار الرمال المبللة، وتعالت زغاريد النساء، إعجابا بتلك الفرق (20 سربة)، التي أمتعت الجمهور، بينها سربة كلميم، المعروفة بلباس فرسانها المتميز، عبارة عن "دراعية" زرقاء اللون وعمامة سوداء. نساء ورجال وشباب وأطفال جاؤوا من مختلف الأحياء والمناطق لمشاهدة فن "التبوريدة"، أغلبهم من الدارالبيضاء والمحمدية وبوزنيقة.. كانت نظرات الفرحة الممزوجة بالخوف من طلقات البارود بادية على وجوه بعض النساء، إذ كلما اقتربت فرقة الخيالة وأشهرت بنادقها، حتى تسمع كلمات من قبيل "اللهم صلي عليك آ رسول الله"... إن الهدف من تنظيم هذه الدورة الثامنة لمهرجان الفروسية التقليدية، بتعاون مع جمعية الخيالة، بحسب مصدر من اللجنة التنظيمية، يدخل في إطار احتفالات سكان جماعة المنصورية بذكرى عيد العرش، علما، يشير المتحدث نفسه، إلى أن هذه السنة تكتسي خاصية متميزة، بعد التصويت الكاسح للشعب المغربي بالإيجاب على الدستور المغربي. وأضاف المتحدث ذاته أن الهدف من ذلك، أيضا، المساهمة في تنمية هذا الموروث التقليدي وإحياء تراث محلي له علاقة بالفرس، وتنشيط المنطقة المعروفة بشاطئها الجميل، باعتبارها منطقة سياحية وقبلة لعدد من الوافدين والسياح من مختلف المناطق. وأضاف، أيضا، أن من مميزات هذه الدورة الاحتفاء بفرسان الأقاليم الجنوبية، مشاركة فرقة خيالة كلميم، التي يمتطي أفرادها أنثى الحصان. وتأتي استضافة هذه الفرقة في إطار التلاحم ما بين مناطق الشمال والجنوب، وتبادل الخبرات في هذا المجال. أما في ما تعلق بالدعم المادي للمهرجان، فأسر أحد المنظمين أنه حدد في 250 ألف درهم، إضافة إلى مساهمة الجماعة في تهيئ الأرضية، وتقديم الوسائل اللوجيستيكية والتأطير. خلال العروض الافتتاحية سقط بعض الخيالة، الذين لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة، بسبب سرعة الانطلاق، وعدم ترويض الحصان جيدا، أو لقلة التجربة في هذا المجال. انتهى حفل الافتتاح على إيقاع أغنية جيل جيلالة الشهيرة "العيون عينيا والساقية الحمرا ليا، الواد وادي يا سيدي والواد وادي يا سيدي..".