– محمد سعيد أرباط: جولة هذا الاسبوع، تنتقل إلى منطقة تعد من "أعذب" المناطق في شمال المغرب، "جنة" صغيرة تقبع وسط جبال وتلال خضراء تمر بين أفجاجها العديد من الوديان والمجاري محدثة "منتجعات" طبيعية وشلالات بيضاء ساحرة، ألا وهي منطقة "أقشور". قرية "أقشور" هي منطقة تابعة لاقليم شفشاون وتبعد عن هذه المدينة ب 30 كيلومترا فقط، وهي قريبة من مدينتي تطوان وطنجة، ووسائل النقل التي توصل إلى هذه المنطقة متوفرة في كل وقت خاصة في مثل هذه الايام من فصل الربيع واقتراب فصل الصيف. وأنت تعبر طريقك نحو "أقشور" تبهرك المناظر الخضراء والجبال الشامخة التي تقع على جنبتي الطريق، وهذه الخضرة تمتزج مع زرقة مياه الوديان والمجاري التي تكثر في هذه المنطقة التي يوجد بها سد يحميها من الفيضانات ويعطيها رونقا أخر من الجمال. عندما تصل إلى قرية "أقشور" تجذبك بساطة دور أهلها وحسن ضيافاتهم، وتعد هذه القرية نقطة انطلاق لأجمل وأبهر ما في "أقشور" وهي الشلالات الطبيعية التي تقع في مرتفع عال بين جبال شامخة. هذه الشلالات التي تصب في مسبح طبيعي شاسع، تعد المطلب الاول لكل زائر لهذه المنطقة، غير أن الوصول إلى هذا المكان بالذات يأخذ وقتا قدره ما بين الساعة والساعتين على الأقدام، إذ لا تسطيع وسائل النقل الوصول إلى هناك، وعلى ذلك فإن طالب الشلالات عليه أن يمر عبر منعرجات عالية كثيرة قبل أن يصل إلى المكان المنشود. لكن رغم هذه المسافة الطويلة، إلا أن قطعها يعد في الحد ذاته رحلة مليئة بالمغامرات وفرصة للاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة، وسحر الغطاء النباتي المتنوع الذي تزخر به هذه المنطقة، ومنظر المياه العذبة التي تترقرق وتتلألأ تحت أشعة الشمس الدافئة. والوصول إلى هذه الشلالات و"المسبح" الطبيعي يجعل المرء يشعر بحبور كبير وهو ينظر إلى هذه الابداع الطبيعي للخالق، وقد تدفعه السعادة إلى القفز صوب المياه الزرقاء للسباحة والاستجمام منتشيا بعد فترة طويلة قضاها بين والمنعرجات والالتواءات الطرقية الضيقة. هذا المكان بالذات يعتبر من أروع المناطق المتواجدة ب"أقشور" وشفشاون والشمال بأسره على هذه الشاكلة النادرة، ويلقى اقبالا كبيرا من طرف السياح من مختلف دول العالم، ويمكنك بعد التزود بالمؤونة، أن تقضي هناك أكثر من يوم لائذا بهذا المكان الساحر.