– الأناضول: ربطت دراسة أمريكية حديثة بين الإصابة بالاضطرابات العاطفية الموسمية، وهى شكل من أشكال الاكتئاب الذي يحدث خلال أشهر فصل الشتاء، ونقص فيتامين "د" في الجسم. وأوضح الباحثون بجامعة "جورجيا" الأمريكية، فى دراستهم التي نشروا تفاصيلها الأحد، في مجلة "الفرضيات الطبية" أن اكتئاب الشتاء يبدأ عادة في نهاية فصل الخريف، ويستمر طوال أشهر الشتاء، وتشمل أعراضه الشعور بالحزن والقلق والتعب، ومشاكل في التركيز، والشعور بالذنب واليأس. وقال الدكتور "آلان ستيوارت"، قائد فريق البحث من كلية التربية في جامعة "جورجيا" إنه على الرغم من أن السبب الدقيق للاضطرابات العاطفية الموسمية غير واضح حتى الآن، إلا أن هناك دراسات عدة ربطت بينه وبين قلة التعرض لضوء الشمس. وأضاف أن إحدى الفرضيات وراء الإصابة باكتئاب الشتاء هى أن قلة التعرض لأشعة الشمس تؤثر على الساعة البيولوجية في الجسم، التي تنظم هرمونات المزاج والنوم، كما أن هناك فرضية أخرى تشير إلى أن قلة التعرض لأشعة الشمس تسبب عدم توازن الناقلات العصبية فى الدماغ مثل "الدوبامين" و"السيروتونين" التي تنظم المزاج. "ستيوارت" أشار إلى أن نتائج الدراسة أثبتت أن نقص فيتامين "د" قد يكون وراء تلك الفرضيات، المتعلقة بالإصابة باكتئاب الشتاء، لذا فإن الإصابة بالاكتئاب نتيجة منطقية لنقص مستوياته في الجسم. واقترحت الدراسة حلولا سريعة لعلاج اكتئاب الشتاء أبرزها تناول مضادات الاكتئاب، أو العلاج بالضوء، أو مزج العلاجين معا والمحافظة على مستويات مناسبة لفيتامين "د" فى الجسم، مشيرة إلى أن هذا النوع من الاكتئاب يؤثر على حوالى 75% من السيدات، مقابل 25% فقط من الرجال. وقال الباحث المشارك فى الدراسة "مايكل كيملن" من جامعة "كوينزلاند" للتكنولوجيا في أستراليا، إن فيتامين "د" يلعب دورا في تركيب كل "الدوبامين" و"السيروتونين" التي تنظم المزاج فى الدماغ، ومن المنطقي أن يكون هناك علاقة بين انخفاض مستوياته في الجسم والإصابة بالاكتئاب. وكانت دراسة إيرانية سابقة كشفت أن الأفراد الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين أكثر عرضة للإصابة بمرض انفصام الشخصية. والشمس هي المصدر الأول والآمن لفيتامين "د"، فهي تعطي الجسم حاجته من الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لإنتاج الفتيامين، كما أن الفترة بين العاشرة صباحا والثالثة ظهرا، هي أفضل فترة لتعرض الجسم لأشعة الشمس حيث تكون الأشعة متعامدة على الأرض. ويمكن تعويض نقص فيتامين "د"، بتناول بعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية كالسالمون والسردين والتونة، وزيت السمك وكبد البقر والبيض، أو تناول مكملات غذائية لفيتامين "د".