– محسن الصمدي: خصصت صحيفة إلكترونية، تصدر من العاصمة الليبية طرابلس، مقالا خاصا عن مدينة طنجة نشرته خلال الأسبوع الجاري، أبرزت من خلاله الإمكانيات الجغرافية والتاريخية التي تزخر بها عاصمة البوغاز، وكيف ساهم ذلك في جعلها الوجهة المفضلة للعديد من مشاهير الفن والثقافة على الصعيد العالمي. وتحدثت "بوابة إفريقيا الإخبارية" في مقالها المعنون ب "طنجة.. أرض الأحلام بإفريقيا"، عن كون هذه المدينة هي الوحيدة في إفريقيا التي يلتقي عندها المتوسط بالأطلسي، وهي ابنة الأسطورة الإغريقية التي جعلت إلهين هما أطلس وهرقل يتصارعان أبدا وسرمدا، وهي أيضا الأرض التي رست عندها سفينة نوح بعدما ضاعت في البحر عقب الطوفان الكبير، بعد أن جاء الطير يحمل طينا في منقاره، فصاح الناجون "طين، جاء"، فولد اسم طنجة من مزج كلمتين تحملان أملا بحياة جديدة بعد الطوفان. وأبرزت الصحيفة المهتمة بالمواضيع ذات البعد الإفريقي، أنه على مر السنين ظلت طنجة تحمل ذلك الأمل المتجدد الذي يجذب الناس من كل بقاع الأرض، فهي "مدينة الحلم"، كما وصفها الكاتب الأمريكي بول بولز صاحب رائعة "شاي في الصحراء" الذي جاء إليها باحثا عن إبداع يروم تفجيره على أرضها، وبأرضها قرر أن ينام نومته الأبدية، وكذلك الشأن بالنسبة لكاتب آخر هو جون جنييه، فيما فر إليها الروائي الإسباني خوان غويتصولو، هاربا من مشانق الجنرال فرانكو، وعند مينائها كان يقف للنظر إلى الجبال الأندلسية القريبة ويتحسر. وأضاف المصدر ذاته، أن الكاتب عبد السلام القادري، الذي نقب كثيرا في عوالم كتاب عالميين عشقوا طنجة يقول: "العديد من الكتاب مروا من طنجة؛ أشهرهم وليام بوهاوس وترومان كابوت. كانت الوضعية الدولية للمدينة تساعدهم على ذلك، بحكم تعدد الجنسيات التي تعيش بطنجة وتوفرها على كل شيء يحتاجونه للحياة والكتابة، فبالنسبة لبول بولز، كل شيء يوجد في طنجة. وأوضحت الصحيفة، أن حب طنجة لم يقتصر على الكتاب الغربيين، بل شمل أيضا بعض الكتاب الأفارقة الذين مروا من المدينة أشهرهم آلان مابنكو و هوجبيه أوبودي، بالإضافة إلى كتاب مغاربة كمحمد شكري الذي هاجر إليها هو وعائلته، لسبب بسيط، لخصه في أول جملة في روايته الخبز الحافي: "بطنجة الناس يأكلون ثلاث مرات في اليوم". وختم كاتب المقال بأنه " وبعد موجة المبدعين الحالمين، قصد طنجة حالمون من طينة أخرى هم مهاجرون من أبناء القارة السمراء. جاؤوها يبحثون في شواطئها عن الخلاص من أنياب الحروب و مخالب المجاعات، يحمل كل واحد منهم بدواخله ألف قصة ورواية. وبعدما طال بهم الحلم، تخلى كثيرون منهم عن حلم الهجرة إلى الضفة الأخرى، وغدت طنجة حقيقتهم المحسوسة التي عوضتهم عن حلم جامح."