لم يعد هناك مبرر لإلحاق اسم الملعب بطنجة خلال التصريحات والندوات الصحفية وغيرها. عدد كبير من الآلاف المؤلفة من جماهير مدينة طنجة الذين حجوا إلى الملعب الجديد الذي افتتح يوم الثلاثاء الأخير، لم يجدوا في قاموسهم سوى لفظة "العنصرية" للتعليق على هذه المراسيم. فهذه المعلمة الرياضية "الهامة" لا يوجد حتى الآن ما يستلزم إلحاقها باسم طنجة خلال التصريحات والندوات الصحفية وغيرها، لأن كل علاقة هذه المعلمة بمدينة طنجة هو تواجدها ضمن ترابها لا غير.
قد يكون متجاوزا إسناد مهمة تدبير هذه المنشأة الرياضية إلى أشخاص من المحيط المركزي، بحكم تبعية المؤسسة المفوض لها ذلك إلى الحكومة المركزية، لكن ما لا يستساغ هو هيمنة العنصر "المركزي" على الهواء الذي يستنشق داخل هذا الملعب، وإلا فكيف يفسر لنا المسؤولون الرياضيون استدعاء الرجاء البيضاوي للعب في "طنجة" وجعل مبارته مع أتليتيكو مدريد في منزلة المبارة الرسمية لحفل الافتتاح، فيما كان دور مبارة اتحاد طنجة أمام رديف الفريق الاسباني فقط باش يسكتو طنجاوة.
فإذا كان هناك من تبرير منطقي ومقنع خال من المراوغات، فهذا ما ينتظر كل مواطن من طنجة معرفته لعله يكون شفاء لغليله وشعوره بالحكرة والإقصاء الذي يبدو انه لم ولن يبرح أسلوب المركز في انتهاجه أبدا. وإذا كانت المراوغة أو الصمت هو الجواب، فليتوقف البعض عن اتهام أبناء طنجة بالاقصائية والعنصرية وغيرها من الاتهامات المعلبة الرخيصة.
ربما تكون معاملة إخواننا في الوطنية قاسية كثيرا علينا كأبناء مدينة سيدي بوعراقية المعروف عنه إكرامه لكل ضيوف هذه المدينة، لكن عندما نتأمل قليلا نكشف أن ولينا الصالح ليس كريما فقط، وإنما تأكد لنا أن سيدي بوعراقية شديد الغضب كلما تعرضت مدينته وأبناؤها للاستهجان. وقد لمسنا كيف أن لعنة الولي الصالح نزلت بقسوة على فريق الرجاء البيضاوي الذي ذاق هزيمة مذلة على يد الفريق الاسباني، في الوقت الذي تعادل فريقنا المحلي بنتيجة مشرفة وأسلوب لعب في مستوى رائع. فيا أيها الطنجاويون ليس هناك أي داع للغضب والحزن، ألم يقل القائلون أنه "اللي ما عندو للاه عندو سيدو"