– نور الدين التومي: ما زالت تداعيات اعتقال الناشطين الحقوقيين والسياسيين، أيمن الحداد ورشدي العولة، ترخيي بظلالها على هياكل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، الذي ينتميان إليه، بالرغم من مرور أزيد من سنتين. ففي آخر تجليات هذه الانعكاسات، فاجأ عبد السلام البقيوي، نقيب المحامين السابق بطنجة، بتقديم استقالته من جميع مهامه بهياكل هذا الحزب اليساري. وعزت مصادر حزبية، اليوم الاثنين، استقالة البقيوي، الذي ظل يعتبر من أبرز القيادات داخل حزب "الطليعة" وطنيا وجهويا، إلى ما اعتبرتها "اختلالات بالجملة داخل هياكل الحزب"، لا سيما فيما يتعلق بتدبير ملف وجود إثنين من ناشطيه رهن الاعتقال منذ فبراير 2013. ويعتبر عبد السلام البقيوي، الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، أحد مؤسسي حزب الطليعة وقيدوم الحزب بالشمال عموما وطنجة خاصة. وقد برز الخلاف داخل الحزب خصوصا بين مجموعة من مناضلي الحزب بطنجة والقيادة الوطنية لذات التنظيم حول تدبير ملف اعتقال عضوي التنظيم أيمن الحداد ورشدي العولة في فبراير 2013 . وفي أبريل 2013، تقدم أعضاء شبيبة حزب الطليعة الاشتراكي الديمقراطي بطنجة، باستقالة جماعية من هياكل الحزب احتجاجا على ما اعتبروه "موقفا سلبيا" من قضية وجود الناشطين رشدي العولة و أيمن حداد، رهن الاعتقال على خلفية تفكيك شبكة للتهجير السري. واعتبر النشطاء المستقيلون، أن موقف الكتابة العامة لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، غير مشرف إيزاء هذه القضية، بسبب عدم إبدائها موقفا تظامنيا حولها، بالرغم من أن القضية تكتسي طابع حسابات سياسية، حسب تعبير هؤلاء المستقلين. يذكر أن الناشطين الحقوقيين "أيمن حداد" و"رشدي العولة" الموجودين رهن الاعتقال الاحتياطي، كانا قد تم اعتقالهما من طرف الشرطة القضائية بالدار البيضاء ، بتهمة ارتباطهما "بشبكة للتهجير" في شهر فبراير 2013. وهي التهمة التي اعتبرها نشطاء الحزب تصفية حسابات سياسية ضيقة بسبب مواقف الحزب وانخراطه في الحراك الشعبي.