أكدت مصادر من داخل حزب الطليعة الاشتراكي بطنجة تقديم العشرات من شباب الحزب استقالاتهم من هياكله التنظيمية، احتجاجا على ما اعتبروه «التحرك المحتشم لقيادات الحزب في قضية الناشطين العشرينيين رشدي العولة وأيمن الحداد، وعدم تبني الكتابة المركزية للملف». مصادر من الحزب أكدت أن هاته الاستقالات ستتلوها استقالات أخرى أو تجميد للعضوية من طرف قياديين في كل من طنجة والعرائش. وأضافت المصادر ذاتها أن الاحتجاجات طالت القيادة المحلية والمركزية لحزب الطليعة منذ شهر فبراير الماضي، عقب اعتقال العولة والحداد. لكن النقطة التي أفاضت الكأس، حسب المصادر ذاتها، كانت «عدم تبني البيان الأخير للحزب موقفا واضحا من اعتقال اثنين من أعضائه بطنجة». ويعتبر شباب حزب الطليعة، المنتمون في غالبيتهم إلى حركة 20 فبراير أيضا، أن اعتقال العولة والحداد، اللذين أوقفتهما الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء بتهمة التورط في شبكة للهجرة غير الشرعية نحو بلجيكا، يعد اعتقالا «سياسيا هدفه الانتقام منهما على خلفية نشاطهما»، وهو ما قاله رشدي العولة في مكالمة من داخل زنزانته بسجن عكاشة، وجهها إلى المشاركين في مسيرة للحركة بمناسبة ذكراها الثانية، حيث أورد أن اعتقاله «انتقامي لأنه كان يرفع شعارات جذرية» أثناء الحراك السياسي والاجتماعي الذي شهدت طنجة أكبر مسيراته. ووصف أحد المستقيلين موقف حزب الطليعة من قضية اعتقال ناشطيه ب«المخزي وغير المشرف». وأضاف أن هاته الاستقالة تمثل رد فعل على رفض الكتابة الوطنية لحزب الطليعة إدانة «الاعتقال السياسي للعولة والحداد»، خلال اجتماعها الأخير الذي احتج فيه ممثلو الحزب في طنجة ومدن شمالية وريفية على الكاتب الوطني للحزب عبد الرحمان بنعمرو. وظل شباب حزب الطليعة وعدد من قياداته في طنجة يطالبون منذ 3 أشهر الكتابة المركزية لحزبهم ب«تبني ملف المعتقلين». وعبر شباب الحزب عن استيائهم من موقفه في هذا الملف، حيث كانت الكتابة المحلية قد ألزمت، في البداية، أعضاءها بعدم الخوض إعلاميا في هاته القضية، قبل أن تصدر عن الحزب بيانات وصفها شبابه ب«الباردة والمحتشمة»، ليصعدوا احتجاجاتهم على قياداته، قبل أن تفضي هذه الاحتجاجات في النهاية إلى موجة من الاستقالات.