عادل الزبيري * : عادت إلى واجهة المشهد السياسي المغربي، ظاهرة "الحروب الكلامية" ما بين حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة، وما بين أحزاب المعارضة، ما ينذر بجولات طويلة من التراشق السياسي، خلال "سنة انتخابية بامتياز". ففي اجتماعه الأسبوعي، وصف المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، تصريحات لقياديين في حزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الحكومة، بأنها تفاهة وصبيانية، وتعبر عن البؤس الفكري والسياسي. وأعلن حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، أن قناعته الراسخة هي أن عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة قام ب"النزول بالخطاب السياسي إلى الدرك الأسفل"، في خطوة هدفها تشويه المؤسسات الوطنية-القومية، مع تقويض المجهودات التي يبذلها الوطنيون الصادقون للرفع من شأن الوطن. وخاطب حزب الأصالة والمعاصرة، في بلاغ صحفي، حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بأنه "من الصعب على الذين تربوا لعقود من الزمن، في الخلايا التي تزرع ثقافة العنف والإرهاب، أن يستوعبوا اليوم قوة قيم الحرية والديمقراطية، الضامنة لوحدة ولحمة المناضلين في حزب الأصالة والمعاصرة"، على حد تعبير البيان. تعزيز الديمقراطية في المغرب ومن جهته، نفذ عبد الله بوانو، رئيس كتلة حزب العدالة والتنمية الإسلامي، "خرجة كلامية" بنفس سياسي تصعيدي، أوضح فيها أن حزبه لا يسعى إطلاقا، إلى اكتساح الانتخابات الجماعية والجهوية-المحافظات المقبلة، متحدثا عن فوز المغرب وعن تعزيز تجربته الديمقراطية. وفي بلاغ صحفي، أوضح البرلماني والقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أن "خصوم الحزب، لن يتوانوا في استعمال كافة الوسائل والأساليب، من أجل تشويه صورة منتخبي الحزب ومسؤوليه"، مشيرا في نفس السياق، إلى أن "هؤلاء سيفشلون كما يفشلون دائما". وبدوره، انضم عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة، انضم إلى آخر جولات المعارك الكلامية مع المعارضة، ليدعو في بداية اجتماعه الحكومي أمس الخميس، وزراءه إلى "الصبر"، حيال ما نعته بالكذب والبهتان والتشويش، الذي تتعرض له الحكومة، معلنا أن المغرب لن يتبع المعارضة في إرجاعه إلى الوراء.