واصل رئيس الحكومة، السي بنكيران، سلسلة هجوماته النارية على حزب الأصالة والمعاصرة، متهما إياه بتحوله إلى تجمع لعصابات المافيا بقيادة إلياس العماري، ناعتا إياه بالزعيم المافيوزي، الذي يتحكم في دواليب هذا الحزب... بنكيران كشف أيضا، أن حزب البام قد غادره جميع الشرفاء، بعد اندلاع تظاهرات 20 فبراير، ولم يبق به سوى المفسدون، الذين عملوا المستحيل لإرباك السير العادي لحكومته، ساعين إلى إسقاطها، لكنهم فشلوا فشلا ذريعا، بدليل أن رئيس الحكومة لا زال في موقعه، و الحكومة منسجمة وتمارس مهامها رغم كيد الكائدين... القصف البنكيراني وصل حد مطالبة إلياس العماري بالكشف عن المبالغ التي تحصل عليها من تجار المخدرات مقابل تخليصهم من المتابعات، والتي قدرها رئيس حكومة المملكة المغربية بملايير السنتيمات، داعيا إياه إلى تبيان مصادر ثرواته الخيالية... طيب... لن نتساءل عن الدواعي التي دفعت بنكيران إلى تصويب مدفعيته الثقيلة نحو البام، في هذا التوقيت بالضبط، وهل الاتهامات موجهة فعلا لإلياس العماري بصفته وشخصه، أم أنها رسائل مشفرة إلى من يهمه الأمر؟!!!... لن نستفسر بنكيران، كذلك، عن الأسباب الحقيقية التي تحول دون عدم تفعيله للمتابعة القضائية في حق هذا الحزب المافيوزي، والحال أن له معلومات ضافية ستنير طريق العدالة للاقتصاص من هؤلاء المفسدين الذين عاثوا في البلاد فسادا وما زالوا!!!... لن نتوقف عند كل ذلك، لأن الزمن كشاف، وسيأتي اليوم الذي ستنكشف فيه الأسرار وتنجلي الحقائق... ما يهمنا هو ما يحدث بطنجة... كيف ذلك؟ طنجة يتربع على رئاستها فؤاد العماري، الذي ليس إلا شقيق إلياس العماري، وفؤاد أيضا هو عضو المكتب السياسي للبام وممثله بمجلس النواب. واستنادا إلى اتهامات بنكيران، فإن فؤاد العماري عضو فاعل ونافذ بحزب مافيوزي... لكن الطامة الكبرى هي أن قادة حزب بنكيران بطنجة انبطحوا منذ ثلاث سنين للعمدة العماري، و أعلنوا دعمهم له في السراء والضراء، بل تحولوا إلى موالين له يتسابقون على تمرير قراراته بمجلس المدينة... لم يتحرجوا من عقد الصفقات السياسية مع فؤاد العماري، أشهرها تلك التي تم الاتفاق على بنودها بفيلا جوزيفين مطلع السنة المنصرمة، جمعت العمدة العماري من جهة، والأستاذان البشير العبدلاوي وعبد اللطيف برحو من جهة ثانية. وبالنظر للأجواء الفاخرة التي تتيحها فيلا جوزيفين، فإن الظروف كانت مُيسرة لعقد صفقة بين الطرفين قضت في النهاية بتمرير الحساب الإداري بشكل لا يفقد حزب المصباح ما تبقى له من عذرية سياسية، ولذلك خلص المتفاوضون على أن يمتنع الإخوة عن التصويت، لكن الشطر الثاني من الصفقة بقي طي الكتمان، حيث لم يتم الكشف، إلى يوم الناس هذا، عما التزم به العماري من جانبه تجاه الإخوة... لقد وصل الانبطاح لدرجة لم يتورع فيها الأستاذ خيي، الكاتب الإقليمي لحزب المصباح وزعيم تيار المتشددين داخل الحزب ياحسرة، بالتصريح جهرا أنهم قرروا دعم فؤاد العماري لتخليصه من ابتزاز أعضاء مكتبه وأغلبيته، الذين يطالبونه بالمال والامتيازات كشرط لضمانهم له الأغلبية العددية، وبالتالي فالعدالة والتنمية، حسب المناضل الفذ السي محمد خيي، ولوجه الله تعالى، قررت تقديم يد العون لتخليص العماري من هؤلاء المفسدين المحيطين به!... على الإخوة في حزب بنكيران بطنجة أن يشرحوا لساكنة المدينة، كيف أن زعيمهم يتهم حزبا باحتضانه للمفسدين، في حين هم يتحالفون مع أحد رموزه بطنجة، و شقيقه هو الذي نعته بنكيران بالزعيم المافيوزي؟!!!... الذيب حرام بالرباط وحلال بطنجة!!!... اللعبة انكشفت، وعلى بنكيران وحزبه أن يوقفوا فصول هاته المسرحية العبثية، فعندما يرفض بنكيران إحالة من يعتبرهم مافيا الفساد والإفساد بحزب البام على العدالة، فإن هدفه من ذلك واضح، يريد فقط تهييج المواطنين البسطاء لتسخين أكتاف حزبه خلال الحملة الانتخابية المقبلة... بنكيران يسعى بهكذا أساليب لإقناع الناس أن العدالة والتنمية منخرط في معركة محاربة المفسدين، وأن لا طاقة له بمواجهتهم إلا بمساعدة من الشعب... المغاربة وثقوا فيكم آسي بنكيران ومنحوكم أصواتهم لتسقطوا قوى الفساد والإفساد، لكن ماذا وقع؟.. تحالفتم مع من كنتم تنعتونهم بالمفسدين، ومنحتموهم المناصب الوزارية، ووقعتم لهم شيكات على بياض بالمجالس المنتخبة التي يسيرونها... ما الذي استجد اليوم حتى يستفيق السي بنكيران، بعد سبات دام لأربع سنوات، مفزوعا مذعورا، مستجديا الشعب المغربي الدعم لمحاربة المافيا و المافيوزيين؟!!!... على بنكيران أن يكشف الحقيقة الكامنة وراء لجوئه إلى هاته الأسطوانة المشروخة... أي طبخة تلك التي عجز بنكيران عن إنضاجها في الكواليس، دفعته إلى استذكار قاموس اتهاماته، بعدما أحاله على الرف منذ أول يوم دخل فيه المشور السعيد فاتحا مقر رئاسة الحكومة؟... أما اقتباس دور البطولة في مسلسل محاربة الفساد، كخزان تحت الطلب، لملئ صناديق الاقتراع، فيبدو أنها صارت بطولة من ورق، ولم تعد تقنع جماهير الناخبين...