– سلوى العيدوني (سبتةالمحتلة): ارتفعت مؤخرا أعداد الاسبان قاطني سبتةالمحتلة الذين قرروا امتهان "التهريب" بمعبر تراخال أسوة بالآلاف من المغاربة، الذين دفعت بهم البطالة بالمغرب إلى امتهان هذه المهنة الشاقة من أجل لقمة العيش. أغلب هؤلاء الاسبان هم من أصول مغربية، لكن بينهم نسبة هامة من الاسبان ذوي الاصول الايبيرية الذين دفعت بهم البطالة داخل مدينة سبتةالمحتلة إلى التوجه إلى الحدود بمنطقة "بويتز" لحمل السلع و"تهريبها" إلى الحدود المغربية. صرح (محمد، أ) وهو أحد الممتهنين للتهريب المعيشي القدماء ل "طنجة 24 " أن عدد هؤلاء الحاملين لجواز السفر "الاحمر" بدأ يتزايد تدريجيا، وقد صار من الشائع مؤخرا رؤيتهم يتزاحمون بين المغاربة من اجل حمل السلع والحصول على مقابلها أموالا تكفيهم للعيش بسبتةالمحتلة. وأضاف المتحدث ذاته، أن هؤلاء ذوي الجنسية الاسبانية، يعملون أكثر من المغاربة ويحصلون على المال أكثر، إذ يمتلكون مزايا لا يمتلكوها المغاربة، وكل ذلك يرجع إلى قوة جواز السفر "الاحمر" على الجواز "الاخضر". يوضح المتحدث نفسه دائما، أن هؤلاء الاسبان لا يتعرضون لمضايقات الجمارك، سواء الاسبانية أو المغربية، ويتمكنون من عبور الحدود بسهولة، ويتلقون "تسهيلات" من طرف الجمارك الاسبانية، وذلك بسبب أنهم يحملون جواز السفر الاسباني وباعتبارهم من اسبانيا. أما الميزة الثانية، يضيف محمد، هو أن هؤلاء، يقطنون بسبتةالمحتلة، وأغلبهم بحي "البرينسيبي" القريب من المعبر الحدودي، الأمر الذي يعفيهم من الانتظار في صفوف طويلة كل صباح للدخول إلى سبتة، ومن مشاق العبور. وهذه الميزة تسمح لهم بأن يكونوا دائما هم الاوائل في الوصول إلى خزائن السلع، وبالتالي الخروج قبل الجميع وحمل المنتوجات، عدد المرات أكثر مما يقوم بها المغاربة، وهذا ما يجعلهم أقل معاناة مما يعانيه المغاربة كل يوم أثناء عبور المعبر وتهريب "السلع" حسب لسان المتحدث. ويرجع سبب اقبال عدد مهم من الاسبان القاطنين بسبتةالمحتلة على امتهان التهريب المعيشي، إلى البطالة التي استفحلت في قطاعات متعددة بالمدينة المحتلة، وذلك نتيجة الأزمة الاقتصادية التي كانت قد ضربت اسبانيا منذ سنوات ولازالت إلى الآن تصارع للخروج منها.