أنس عياش(*): تثير قضية المستوى الدراسي للمنتخبين في الجماعات المحلية ومجالس الجهات في المغرب جدلا بين السياسيين، بين من يطالب بتوفر رؤساء هذه المجالس على حد أدنى من التعليم، ومن يرى أن من حق الأميين المشاركة في التدبير، ما دامت نسب الأمية مرتفعة في البلاد. رئيس لا يعرف كيف يوقع!! وقال سفيان خيرات عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية إنه "لا يمكن أن يشغل منصب رئيس جماعة يدبر الشأن المحلي شخص لا يحمل الشهادة الابتدائية"، وطالب بأن يشترط في رئيس الجهة أن يكون حاصلا على مستوى البكالوريا على الأقل. وتساءل خيرات، القيادي في الحزب المعارض في ندوة حول موضوع "الأحزاب السياسية ورهانات الانتخابات المقبلة"، "هل يعقل أن تمنح صلاحيات تدبير جهة بأكملها لشخص لا يعرف حتى كيف يوقع؟!" حكم الغوغاء لا تعدو الديمقراطية أن تكون حكم الغوغاء.. هكذا نقل عن توماس جفرسون، الرئيس الثالث للولايات المتحدة، من هذا المنطلق ربما دافع رشيد الطالبي العلمي القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار (يمين) عن وجود أميين على رأس الجماعات المحلية والجهوية، وقال "إن الدعوات إلى اشتراط مستوى علمي على المترشحين إقصاء لشريحة مهمة من المواطنين، يخالف الديمقراطية، خصوصا وأن نسبة الأمية في المغرب تناهز 40 في المائة". وأضاف العلمي أن "الحل هو تفعيل الديمقراطية عوض التركيز على الأشخاص، لأنه لو توفرنا على منظومة تسيير محلية ديمقراطية، فسيجد هذا الشخص نفسه مجبرا على الخضوع للديمقراطية حتى لو كان أميا". أما الحضور فقد صوت في أغلبه لضرورة توفر المنتخبين من رؤساء المجالس المحلية والجهوية على حد أدنى من التعليم. بين التكتلات السياسية وبلقنة الأحزاب من ضمن الأمور التي طرحت في ندوة "الأحزاب السياسية ورهانات الانتخابات المقبلة" سؤال "العتبة الانتخابية" أي الحد الأدنى من الأصوات الذي يشترط القانون أن يحصل عليه كل حزب ليكون له حق المشاركة في الحصول على أحد المقاعد المتنافس عليها في أي دائرة، إذ أن الحزب الذي ينال أصواتا أقل من «العتبة الانتخابية» التي يحددها القانون، لا يدخل مرشحوه حلبة التنافس للفوز بالمقاعد، وتلغى هذه الأصوات. رشيد روكبان القيادي في حزب التقدم والاشتراكية يعارض الفكرة، لأنه "إذا ارتفعت العتبة فإن هذا يعني إقصاء الأحزاب الصغرى، التي لا تحصل على الحد الأدنى من الأصوات، وهذا يعني أن هناك أصواتا لشريحة مهمة من المواطنين لن تحتسب وستذهب هباء منثورا"، على حد تعبير روكبان. تحالف وتسهيل المحاسبة لكن سفيان خيرات القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي يرى أن "العتبة الانتخابية وسيلة مهمة للحد من تفتيت الخارطة السياسية، تسمح بإنشاء تكتلات كبرى، من خلال دفع الأحزاب الصغيرة إلى الاندماج وتشكيل تحالفات". وقال خيرات إن "العتبة الانتخابية ستمكن من خلق مجالس منسجمة تتمايز فيها الأغلبية عن المعارضة، كما هو في الديمقراطيات الكبرى، ما سيساعد على ربط المسؤولية بالمحاسبة..