– سلوى العيدوني: أعلنت مصالح الانقاذ الاسبانية بألميريا صباح اليوم السبت، أن مصالحها تمكنت من انقاذ 29 شخصا من المهاجرين السريين خلال ليلة الجمعة والسبت، في حين لازال 23 آخرون في عداد المفقودين بمياه المضيق. وحسب وكالة الانباء الاسبانية، "أوروبا بريس" فإن البحث فشل في العثور على المفقودين رغم تدخل المصالح المغربية والجزائرية في عملية البحث وهو ما يرجح احتمالية حدوث مأساة جديدة في مضيق جبل طارق. وكان القارب حسب المصدر ذاته على متنه أكثر من 50 فردا بينهم نساء وحوامل إضافة إلى أطفال وكلهم من جنسيات دول جنوب صحراء افريقيا وكانوا قد انطلقوا من سواحل طنجة نحو الضفة الاسبانية. وحسب تصريحات بعض المهاجرين الذين تم انقاذهم من طرف الصليب الاحمر فإن المفقودين قد سقطوا في المياه نتيجة الاحوال الجوية السيئة التي كان عليها مضيق جبل طارق، واحتمالية انقاذهم احياء جد مستحيلة. وأشار وكالة الانباء الاسبانية ذاتها أن المهاجرين المنقذين أغلبهم كانوا في صحة جد متردية نتيجة تعرضهم لانخفاض درجة الحرارة في أجسادهم وقد تم نقل امرأة حامل وطفلة إلى مستشفى بألميريا لتلقي العلاجات الضرورية. وحسب المصدر الاعلامي ذاته نقلا عن الفرق المنقذة، فإنها استعانت بمروحيات هيليكوبتر لانقاذ المهاجرين نظرا للطقس الصعب، وقد عبروا أن محاولة الهجرة هذه تعد من المآسي الحقيقية التي تنضاف إلى مآسي الهجرة السرية بمضيق جبل طارق. وتتحدث تقارير صحفية بشكل دوري عن محاولات تسلل يقوم بها مهاجرون من منطقتي الساحل والصحراء في أفريقيا إلى السواحل الإسبانية بحرا أو عبر التسلل إلى مدينتي سبتة ومليلية على التراب المغربي، والخاضعتين للسيطرة الإسبانية. وحسب إحصائيات إسبانية سابقة، حاول نحو 16 ألف مهاجر أفريقي غير شرعي التسلل واقتحام السياج الشائك المحيط بمدينة مليلية، خلال الثمانية الأشهر الأولى من عام 2014. فيما نجح أكثر من 3 آلاف و600 مهاجر أفريقي في التسلل إلى داخل مدينة مليلية خلال الفترة المذكورة، عبر أكثر من 40 محاولة اقتحام جماعي، حسب ذات الإحصائيات. وتوافد على المغرب خلال السنوات الأخيرة آلاف المهاجرين غير الشرعيين من دول جنوب الصحراء، في طريقهم للعبور إلى دول أوروبا، ولاسيما إسبانيا، غير أن عددًا منهم يستقر في المغرب، لتصبح الأراضي المغربية موطن استقرار لهم لا نقطة عبور فقط. وتعمل قوات الأمن المغربية ونظيرتها الإسبانية على منع تسللهم إلى المدينتين عبر جدار من الأسلاك الشائكة يحيط بهما، فيما يحاول مهاجرون آخرون العبور إلى الضفة الأوروبية عبر زوارق مطاطية وبالاتفاق مع بعض المهربين.