- عصام الأحمدي: أزقة وشوارع شبه خالية، ومحلات ومتاجر مقفلة بإحكام، سكون وهدوء يعمان المكان، ورائحة شواء تنبعث من داخل المنازل مداعبة خياشيم أنوف بعض المارة القلائل في الشارع. هكذا تبدو مدينة طنجة، ثاني أكبر قطب اقتصادي في المغرب، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، بعد فترة ذروة عرفتها المدينة خلال الأيام التي سبقت حلول هذه المناسبة. صورة مدينة طنجة، خلال أيام عيد الأضحى المبارك، تعتبر بالنسبة للسكان المحليين، فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في السنة، للتخلص من حالة الاكتئاب التي يسببها الازدحام والاختناق المروري، الذين تعيشهما مدينة البوغاز على مادر العام، فأصوات منبهات السيارات التي تصم الآذان وتصيب بالصداع، باتت خلال هذه الأيام قليلة ومنحصرة في حالات نادرة. هذا ما يؤكده سائق سيارة أجرة من الحجم الصغير، الذي يشبه طنجة خلال أيام عيد الأضحى، بما كانت عليه المدينة خلال سنوات الستينات والسبعينات. حيث كانت عبارة عن مدينة مثالية بكل المقاييس "كانت مدينة منظمة مدينة نظيفة"، يقول متحدثا بلهجة لا تخلو من حنين لفترة يؤكد أن الطنجاويين جميعهم يتحسرون عليها. فبالنسبة لهذا السائق، فإن مدينة البوغاز، منذ أوائل القرن الجاري، الذي شكل بداية الطفرة الاقتصادية والتنموية، باتت تستقطب موسم هجرات جماعية من القرى والمداشر النائية من مختلف جهات المغرب، مما جعل منها مدينة تعج بالسكان، لدرجة أصبح سكان العمارة الواحدة غرباء عن بعضهم. خلو مدينة طنجة وهدوئها خلال أيام عيد الأضحى، سبقته موجة أسفار جماعية قام بها الآلاف من المواطنين الراغبين في قضاء عطلة العيد بين أحضان الأهل والأقارب، في المدن والقرى التي ينحدرون منها. وبحسب مصادر من المحطة الطرقية، فقد تم استصدار المئات من الرخص الاستثنائية لنقل المسافرين إلى وجهاتهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك. المكتب الوطني للسكك الحديدية، هو الآخر كان في الموعد، عندما أعلن عن برنامج خاص لسير القطارات لمواكبة الحركة الدؤوبة للمسافرين بمناسبة عيد الأضحى 1435، ولتأمين سفر زبنائه في أحسن ظروف الراحة والأمان. وأوضح بلاغ للمكتب أن هذا البرنامج، الذي يمتد من 1 إلى 12 أكتوبر المقبل، يرتكز على تعزيز القطارات وبرمجة قطارات إضافية على المحاور الرئيسية للشبكة الحديدية (الدارالبيضاء والرباط وفاس ومراكش وطنجة ووجدة والناظور.) وأضاف المصدر ذاته أن المكتب سيوفر تسهيلات من أجل اقتناء التذاكر تفاديا للانتظار، خاصة عبر تعزيز عدد شبابيك التذاكر بالمحطات، وتسهيل عملية الولوج إلى الأرصفة والقطارات بالمحطات. أيام استثنائية قليلة إذن في مدينة طنجة، ستمر حتما بسرعة صاروخية، وتعود فيها الحياة العامة إلى طبيعتها، حيث من المنتظر أن تعود مختلف المؤسسات العمومية لاستئناف نشاطها ابتداء من يوم الأربعاء المقبل، لتنتهي بذلك فترة الهدوء والصمت القصيرتين في مدينة أصبحت هاتين الحالتين عملتين نادرتين.