تعاقبت على المدينة مجالس ووجوه مختلفة، وكل مجلس يتستر تحت الإرث الثقيل للمجلس السابق، وكل فرد يتنصل من مسؤوليته تحت عباءة شخص آخر، تهربا واستخفافا .المدينة تحركت يسارا عمرانيا ،وتحركت أفقيا وعموديا في المجال الجمعوي والثقافي ،لكنها تعيش حقيقة أزمة هيكلية ، وكأن المجلس الحالي هو مجلس تدبير لأزمة في بعض الملفات وينتظر الخلاص من المهمة التي تم اختياره من أجلها ، ويشتغل على التوهم والإيهام الذي مفاده أن المجلس القديم خرج من الباب ليعود من النوافذ ،وكأن المدينة تعيش على تدبير مجلسين: مجلس في الواجهة، ومجلس في الظل هو الأقوى ، ومصالح الناس ضاعت بين خطاب العقل وخطاب العواطف، قد لا نفهم عمليات الضرب والحساب ولا نفهم دفاتر التحملات والمشاريع التي ستأتي وربما لن تأتي، لكن نُدرك جيدا صدق الخبر وصدق الدعاية التي علقت عليها الساكنة أمالها في نشدان التغيير والطموح في مدينة تُشرف الزائر وتستهوي السائح ، فتساءل الناس والمجتمع المدني هل العدالة والتنمية التي تحملت زمام التسيير بالرباط هي العدالة والتنمية التي تُسير مدينة تنغير ؟ فربما عدالتنا غيرُ عدالتهم ، فلله الأمر من قبل ومن بعد والحمد لله على كل أمر وحال،وهو حال الضعفاء حين يتجبر الزمن ويستأسد.. ولنتابع بعض مشاهد المدينة ، وسأكتفي هذه المرة على حال الطرقات لأعود فيما بعد لحكايات الحوامل بالمستشفى الإقليمي ، وحكايات البِرك المتنقلة من المياه العادمة السوداء التي يخالها الناظر من بعيد أبارا للنفط ،وما هي إلا فضلات الناس العائمة ، أما مجال الطرقات : فمنذ بداية الواحة وأنت تطل على المدينة، تتعثر في الحُفر وسط الطريق بعمق قد يزيد على ثلاثين سنتمترا ، يا مَا تعثر فيها راكبو الدراجات النارية والعادية ، ويا ما كادت أن تتسبب في حوادث سير مخجلة ،ملأ أهل البِر والخير جوفها بالتراب ما مِن مرة، وتقول هل من مزيد ..،ويا ما سقطت في عمقها السيارات والشاحنات بالليل والنهار ولا من مُغيث ..وما زالت شاهدة حية تُرزَق . وأنت في نفس الطريق في المنعرَج بجانب القصبة حُفر أُخَر ، تَجَنبُها قد يُميت السائق والركاب .. وأنت على طول الممر ، تكتشف العجائب والغرائب : الشارع الرئيسي في المدينة يندب حاله ، ويتحسر معه كل الجالسين في المقاهي ، والواقفين على حواف الطرقات : تَمً حفْرُ قنوات الصرف الصحي وتم اقتلاع الطريق المُعَبد، دون إرجاعه لحاله السابق، مما يسبب في اختناق المارة ،زمن مرور أي محرك في الطريق أ وجانبه... ... وسِرْ في الحُفرِ: حفرة ترمي بك لحفرة حتى تخرج من المدينة ، فربما من يقود سيارة الدولة لا يكترث للحال والأحوال ، لكن من يقتات بسيارته، أو المتجولون والباحثون عن مكان نظيف يحسون بان المجلس البلدي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية مُسافر زادُه ُالخيال، و يرددون : غاب خطاب العقل والتعقل في التسيير والتدبير ، فربما أن المجلس يُدبر هذه الشهور المتبقية من عمره ليترك الكراسي لمجلس آخر أشد ظلما ....، الناس يشكون ويشتكون ويُشككون في النوايا والحالة هي الحالة . وهذه صور بعض الحُفر على طول الشارع العام، وما خفي أعظم... رد د ْ معي أيها القارئ الكريم : اللهم استر عيب المدينة وعيب المسلمين أجمعين كما يردد فقيهنا يوم الجمعة ستر الله عيبه أيضا .