لم ينتظر السيد رئيس جماعة إكنيون القدر السيئ الذي جاء به يوم الثلاثاء 11 أكتوبر الجاري، وهو يقود سيارة الإسعاف التي استفادت منها الجماعة أخيرا في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ولم يستسغ الشكل الذي استقبله به أبناء جلدته ممن قاموا بمسيرة احتجاجية ضد تردي الأوضاع بتراب الجماعة على مختلف الأصعدة. مما حذا به إلى توريط قائد الدرك الملكي لمركز بومالن دادس في مشكلة مع المحتجين، وأكد أحد المحتجين بأن الجماعة تابعة ترابيا لدرك تنغير ولا دخل لقائد درك بومالن في القضية، بحيث تطور المشكل إلى عملية دفع وجذب بين المحتجين ودرك بومالن في محاولة لتفريق المتظاهرين، وهو ما نتج عنه إسقاط أحد التلاميذ أرضا و دخوله في غيبوبة، متهمين في ذلك درك بومالن بالشطط في استعمال السلطة في جماعة ليس بينهم وبينها إلا الخير والإحسان يقول المحتجون. وفي اتصال هاتفي بدرك بومالن دادس، أكدوا معاينة المشهد ومحاصرة المحتجين لسيارة الإسعاف التي كان على متنها رئيس الجماعة. كما نفوا تدخلهم في غير اختصاصهم، واعتبروا ما قاموا به مجرد تنفيذ للأوامر لا أقل ولا أكثر. وتعود تفاصيل المسيرة الاحتجاجية إلى خروج تلاميذ إعدادية عسو أبسلام إلى الشارع، في حشود غفيرة مطالبين بتحسين أوضاع دار الطالب ودار الطالبة اللتين تفتقدان إلى أدنى شروط السلامة والصحة بسبب غياب نظافة المرافق الصحية وتدهور الخدمات التي تقدمها هاتان المؤسستان الخيريتان وتضامنا مع أعوان النظافة والحراسة الذين دخلوا في إضراب مفتوح بنيابة تنغير بسبب إجهاز المقاول على مستحقاتهم المادية، وكذا الخصاص الذي يسجل في كل سنة من حيث الأساتذة والمعلمين، وكذا ضعف البنيات التحتية للجماعة. وحسب شهادة أحد المحتجين، فإن المسيرة بدأت سلمية وجابت الممر الوحيد بين الإعدادية والسوق، خصوصا وأن المسيرة تزامنت مع يوم السوق الأسبوعي. وفي اللحظة التي تجمع فيه المحتجون في مدخل الجماعة، وصل السيد رئيس الجماعة مرشح حزب البام على متن السيارة الجديدة التي لا تتوفر على أية وثيقة للتسليم، فهرع الجميع إلى حبس الطريق أمامه مانعين إياه من المرور. الشيء الذي حذا به إلى المكوث داخل السيارة إلى وقت وصول درك تنغير الذي لحق بدرك بومالن دادس في مهمة ليست بالسهلة، خصوصا وأن الوضع قد تأجج بعد الوعود الفارغة التي يماطل بها عامل تنغير الساكنة منذ توليه كرسي عمالة تنغير. وأمام هذا المشهد المهول انضم جميع من حضر إلى السوق من باعة ومواطنين وتجار إلى الحركة الاحتجاجية وشلت كحركة المرور من مدخلي الجماعة، دون أن تتمكن أية عربة من مغادرة مكانها إلى ما بعد المعرب. وأكد نفس المصدر أن الجمع الوقفة الاحتجاجية لم ترفع إلا بعد تدخل رئيس دائرة بومالن في محاولة لفك الحصار والوعد بالاستماع إلى مطالب الساكنة في اليوم الموالي. وفي اللحظة التي انشغل فيها المحتجون بتوافد فرقتين من الدرك إلى المنطقة، خرج الرئيس من السيارة واتجه إلى مقر الجماعة، وأمر أحد مستخدمي الجماعة بقيادة السيارة وقد حاول هذا المستخدم دهس المحتجين لكن استماتتهم وإنزاله بقوة يقول ذات المصدر منعته من تنفيذ أوامر الرئيس.