في سابقة خطيرة وملغومة وجهت المحكمة الابتدائية بوارزازات استدعاء الحضور لجلسات المسائلة يوم 16 ماي القادم للطالب الباحث والناشط الأمازيغي رجب ماشيشي الذي ينحدر من مدينة تنغير وذلك بعد أن تقدم حزب العدالة والتنمية ممثلاً في رئيس المجلس البلدي للمدينة المذكورة مدعوماً بشاهدين ينشطان في نفس الحزب وشاهد ثالث موظف ببلدية تنغير محسوب على العدل والإحسان حسب ما تؤكده المصادر تقدم بشكاية يتهم فيها الطالب الباحث والناشط الأمازيغي بالعنصرية والتشويش. وتعود تفاصيل هذه الحادثة إلى أواخر شهر أكتوبر بعد أن تم اعتقال الناشط الأمازيغي من طرف المصالح الأمنية بأمر من المسؤولين في البلدية خشية التأثير على اتخاذ القرارات خلال انعقاد جلسة الدورة العادية للمجلس البلدي وخاصة بعد أن عرف هذا الناشط الأمازيغي بانتقاداته الصارمة لكل المسؤولين بالمنطقة وتحميلهم مسؤولية ما تعيشه المدينة من أزمات على كل الأصعدة ولعل حزب العدالة والتنمية كان أبرزهم، وهو ما لم يستسغه الحزب ليضطر إلى طلب تدخل الشرطة حسب ما أكده الطالب الباحث ليتم اعتقاله والتحقيق معه في مخفر الشرطة ويتم تحرير المحاضر اللازمة وبحضور كل المعنيين، هذه المحاضر سرعان ما تم توقيع التنازل بشأنها والتراضي حول توقيف أطوار هذه المتابعات بعد تدخل أطراف خارجية وفعاليات أخرى آنذاك اتفقت على تجاوز هذا الاختلاف. لكن وبعد مرور أزيد من 4 أشهر على هذه الواقعة ها هي تطفو إلى السطح مجدداً وبشكل علني وغير مفهوم خاصة بعد أن تم توقيع التنازلات والتعهد بتوقيف المتابعات، لتطرح العديد من الأسئلة التي تؤكد على أنها معركة خاسرة ومحاكمة سياسية يرغب من خلالها حزب العدالة والتنمية بمدينة تنغير الانتقام من النشطاء الأمازيغ وتبرير فشله السياسي بمحاكمة الطلبة الباحثين والتهديدات التي تطال بعض النشطاء الأمازيغ وغيرهم ممن ينتقدون برامج وتوجهات هذا الحزب. وإلا فما السبب في هذا الاستدعاء؟ من يقف وراءه )على اعتبار إمكانية عدم استبعاد وجود طرف ثالث يتمثل في وزارة الداخلية كما أكد على ذلك الناشط الأمازيغي)؟ ولماذا تم اختيار هذه الظرفية بالذات؟ وأسئلة أخرى تنكشف في الأيام القليلة المقبلة. إلى ذلك عبرت العديد من فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة وخارجها والقوى النقابية والنشطاء السياسيين والحقوقيين وتجمعات الحركة الأمازيغية والحركة الثقافية الأمازيغية في مختلف المواقع الجامعية عبرت عن تضامنها المبدئي واللامشروط كما على صفحات موقع التواصل الاجتماعي مع الطالب الباحث والناشط الأمازيغي رجب ماشيشي في مواقفه وتشبتها بالدفاع عنه حتى تنتصر الشرعية ويتم توقيف هذه المتابعات والمحاكمات السياسية الصورية التي تطال النشطاء الأمازيغ وغيرهم من أحرار المغرب، وبهذه المناسبة أيضاً فقد أكد الطالب الباحث والناشط الأمازيغي على أنه تلقى اتصالات هاتفية ومراسلات من شخصيات سياسية ومثقفة وهيئات محامين في الساحة الوطنية وعدته بتشكيل لجان وتنسيقيات وهيئات ترافعية وتنظيم وقفات من أجل وقف هذه المتابعة السياسية التي أريد بها إسكات صوت الإنسان الأمازيغي والانتقام منه بتسخير السلطة وآلياتها العديدة.