اعتقلت السلطات الأمنية، صباح أمس الأربعاء، ناشطا أمازيغيا حاول الحضور لدورة المجلس البلدي لمدينة تنغير، الذي يترأسه حزب العدالة والتنمية. واتهم الناشط رجاب مشيشي، من قبل أغلبية «الإسلاميين» المسيرين للبلدية بمحاولة إفشال دورة المجلس. وقالت المصادر إن رئيس البلدية تقدم بطلب إلى السلطات الإدارية بغرض اتحاذ ما يلزم من إجراءات لمنع حضور عدد من نشطاء الأمازيغية لأشغال الدورة، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى إفشال عملها. وعمدت عناصر الأمن إلى اقتحام مقر المجلس البلدي لاعتقال هذا الناشط، وتم تحويله إلى مفوضية الشرطة للتحقيق معه. وتمسك العشرات من طلبة المنطقة بمواصلة احتجاجاتهم قبالة مقر البلدية، للمطالبة بما يسمونه «محاكمة» عدد من المسؤولين المحليين المتهمين بالتورط في سوء تدبير شؤون المدينة. وعمدت السلطات إلى الإشراف على عملية توزيع مبالغ مالية محددة في 200 درهم على جل الطلبة المتحدرين من المنطقة، كثمن لتذكرة الوصول إلى الجامعات التي يتابعون فيها دراستهم في كل من مراكش وأكادير والراشيدية... وأشارت المصادر إلى أن السلطات سارعت إلى احتواء احتجاجات الطلبة تجنبا لتطور الأوضاع في منطقة تغلي بعدد من الاختلالات التي تحرج الساكنة في كل مرة إلى الشارع لتنظيم احتجاجات عادة ما تكون عنيفة. وعمد العشرات من الطلبة إلى وقف شرايين حركة السير بالمدينة، زوال يوم أول أمس الثلاثاء، واستمر هذا الوضع لعدة ساعات. واضطرت العشرات من المواكب السياحية، والمرضى والمسافرون إلى انتظار «التهدئة» في طوابير طويلة. وطالب طلبة المنطقة بتمكين المنطقة من الاستفادة من الامتيازات نفسها التي يستفيد منها طلبة المناطق الجنوبية، وقالوا إن المنطقة أصبحت من المناطق «المنكوبة» بسبب سياسة التهميش لعدة عقود. وأقرت هيئة الإنصاف والمصالحة بإدراج الإقليم ضمن مناطق جبر الضرر الجماعي. وكانت جهة الجنوب الشرقي للمغرب قد شهدت أحداث معارضة تيار «الاختيار الثوري» للاتحادي الراحل الفقيه البصري، كما عاشت عدة أعمال احتجاج عنيفة ضد السلطات. ولم تستفد الجهة من مشاريع فك العزلة وربطها بالتنمية. وظلت تعيش على عائدات السياحة والمهاجرين في الخارج. ويعتبر المسؤولون الإداريون والأمنيون أن إلحاقهم بالمنطقة يندرج في إطار عقوبات تأديبية تقوم بها الإدارة في حقهم. وتعاني المدينة وضواحيها من «انحباس» لمشاريع التنمية. وقال مسؤول إداري ل»المساء» إن مشاريع حكومية كبيرة ترمي إلى الاعتناء بالبنيات التحتية للمنطقة سترى النور في الأفق القريب.