قد نعترف أن برنامجكم "شؤون أمازيغية" حقق نجاحا ملموسا وبدون شك أنه يحظى بنسبة متابعة كبيرة من طرف المغاربة... وبغض النظر عن ما يمكن أن يقال عن المخاض الذي عاشته تجربتكم هذه والجعجعة التي أحيطت بها قبل بث حلقتها الأولى وبعد بث الحلقات الأولى لن نخوض في هكذا نقاش ما دامت التجربة ناجحة. لحد الآن استضفتم أكثر من عشر شخصيات منها سياسية وحقوقية وفعاليات أمازيغية من سوس والأطلس والريف، ألا ترون أنكم أجحفتم في حق مناضلي وفعاليات الجنوب الشرقي؟ متى أصبحت رحم أرض "زايد أوحماد" و"زايد أوسكنتي" و"عسو أوبسلام" و"عدجوموح"...المترامية الأطراف (مساحة بلجيكا وهولاندا) عاقرا وعاجزة عن ولادة شخصية تستحق الظفر بمحاورتكم لمدة 52 دقيقة؟ أم أنكم مازلتم متمسكون بتهمتكم المشروخة: "أنتم متحمسون فقط، انتم منفعلون ولستم فاعلين" "أنتم ظواهر صوتية وكفى" والله لعذر أقبح من زلة... كثيرا ما سمعناها من بعض إخواننا في سوس وغضضن الطرف وقلنا في قرارة أنفسنا لعلهم يوما يرجعون إلى جادة الصواب، رغم أننا نعرف أن العادات القديمة تموت بصعوبة، لكن أملنا أن نرى جهودا واضحة من طرفكم بزرع الثقة والمحبة ونقاء الطوية بيننا بدل الريبة والحذر وسوء النية. استفرؤوا التاريخ !! وأكيد أنكم فعلتم ذلك ووجدتم بين ثناياه محطات مشرقة وحاسمة تحمل بصمات أولاد الجنوب الشرقي وهم اليوم رموز نفتخر بها لم تقف جهة ما سياسية كانت أم إعلامية أو شخصية نافذة في صنعها، سيكون الشرف لكم ولبرنامجكم أن تحل إحدى هذه الرموز ضيفا عليها... ليس كل هذا ركاما من الكلام الملقى على عواهنه، فمناضلو "أسامّر" كابروا، وناضلوا، وقدموا تضحيات جسام وصارعوا وخرجوا بندوب تشهد على ضراوة المعارك التي خاضوها من أجل أمازيغية في القمة بحماية دستورية وبتعاقدات واضحة... نعم !! ندوب غائرة بشكل فادح كأوسمة براقة بشكل لامع مع فراغ فادح في الحسابات البنكية، لأن مبادئهم لم تتحول يوما إلى مغانم وأنتم تعرفون ذلك جيدا... أيسركم أن نتحدث عن التهميش داخل التهميش؟ أيسركم أن تشعر فئة منكم بالهوان والغبن والأسى والأسف من مقاربة عملكم الإعلامية اللاديمقراطية؟ المهنية ومصلحة الأمازيغية تقتضيان أن يسمع صوت كل مناضل أمازيغي حقيقي بعيدا عن نزعة الانتماء والتوافقات وبعيدا عن منطق تبخيس إبداعات وأعمال ونضالات هذا وتثمين كل مايقوم به ذاك...