الاعلام الرياضي الاذاعي يبدو أنه مصاب في بعض القنوات بداء التعصب والشوفينية، فبدل احترام مشاعر جمهور فريقين متباريين، وبدل احترام رسالة الواصف الاذاعي المتجسدة في التجرد ما أمكن من الاهواء الذاتية، والبحث عن تحقيق موضوعية ولو في حدود محترمة جدا ، فإن تتبع نوعية التعليق " الدارنسي "( دارجي فرنسي) الذي اتحفنا به واصف اذاعي يوم أمس، مباشرة من مركب محمد الخامس بالبيضاء، يؤكد أن الرجل خلال بعض لحظات وصفه كاد يفقد اعصابه، سيما بعد أن أرسل باتريك كرة قوية نحو شبكة الوداد، وكنا نضع ايدينا على قلوبنا صراحة، مخافة ان يخرج روح الشاب إياه من جسده. الواصف المذكور كان يعمد الى فتوحات معرفية جديدة وغريبة، فياسين الرامي أشار أولا الى استقدام الحسنية له من تيزنيت، قبل ان يتدارك مصححا أنه من تارودانت، والواقع ان ياسين ليس لا من التاء الاولى ولا الثانية، كما أن الدخول في مقارنات غريبة وعجيبة كما يحلو للمعلق التونسي الشهير أن يردد، وسم التعليق بنوع من البلادة ( قارن مثلا بين مهاجم الوداد السابق بوبلي وباتريك كواكو، فانتهى الى كون بوبلي له امتياز على لاعب الحسنية، كيف؟ الله أعلم ).. صحيح أن الحسنية اندحرت امام تمارة ، لكن، عودت الغزالة السوسية جمهورها على مفاجآت من حيث لايتوقع أحد، ومبارياتها ضد الفرق المنظمة والكبيرة كفرق البيضاء ، غالبا ما تعرف الندية، وهو المعطى الذي تعامى عنه واصفنا الاذاعي المحترم، والذي لم يشر ولو مرة واحدة الى اداء الحسنية الجيد، مفضلا تتبع كل الجزئيات التي قد ترضي جمهور الوداد ، الى درجة الحرص الشديد على عد الدقائق المتبقية من مجموع الوقت بدل الضائع .. للآسف ، مثل هذا التعصب للفريق المحلي في الوصف الاذاعي ليس علامة جيدة على نضجه، ورغم ما عرفه المغرب من تحرير جزئي للقطاع الاعلامي الاذاعي ، فإن غياب نهج تحريري ملتزم بأخلاقيات المهنة أمر يلاحظ على جل الاصوات الجديدة، رغم وجود مخضرمين يبدلون في الحقيقة مجهودا احترافيا يستحق التقدير، وللتنبيه، فمثل هذا التعصب هو من مسببات تحفيز الجمهور على الشغب .. متمنياتنا للزميل الواصف الدارنسي اللغة ، بالتوفيق في مهمة النفخ والزعيق ، اللهم إلا إن عاد الى رشده، وانتبه الى كون الرسالة الاعلامية حياد وأمانة ، قبل أن تكون " طبالة وغياطة"...هنيئا للحسنية، وتقدير كبير للوداد بكل مكوناتها ... بقلم : محمد بلوش