من كثرة ما تطرقنا في مواد سابقة ، ومنذ عمر تجربتنا المتواضعة في موقع سوس سبور ، لمتاعب تدبير وتسيير حسنية اكادير لكرة القدم ، كنا نستنتج عادة أن لاحياة لمن تنادي ، فقد تناسلت الاخطاء وتم استنساخها سنة بعد أخرى، بشكل يدعو الى التشاؤم من أي تغيير محتمل .. وحين نؤكد انقطاع حبل الأمل والحلم بتجاوز الاخطاء وتصحيحها ، فنحن لا نتفق مع ترديد بعض فئات الجمهور لعبارات سب وشتم في اعراض اشخاص ، لأن ذلك السلوك العدواني لاينتج عن وعي رياضي سليم أولا ، ولكون السب والشتم لايغير في الوجود شيئا ، اضافة إلى كون المنزلق ذاك ليس من شيم أهل سوس ، الى درجة ان المرىء يخجل من صورة النقل التلفزي للمباراة ، والذي سمعت فيه تلك الشعارات بقوة ، مذكرة إيانا بمباريات كانت تنقلها القناة الاولى اوائل التسعينيات من ملاعب جمهورها قليل، فيسمع المشاهد التعابير التي ينطق بها ، بكامل الوضوح .. لوتتبع الحصيف منا مباريات الحسنية الاعدادية ، لتوقع تحقيق نتائج ضعيفة في البطولة والكأس ، ولعل احتلال سطاد الرباطي للرتبة الاخيرة في القسم الثاني للنخبة بمجموع نقطة واحدة ، يجعلنا نتسائل عن الفرق بين الحسنية وفرق القسم الثاني ، مادام متذيل ترتيب القسم الموالي قد هزمنا بعقر دارنا وبهدفين لصفر، حتى نسد الباب في وجه من قد يبرر النتيجة بالمفاجئة ؟.. ان الخطأ الاول والقاتل الذي يتحمل المكتب المسير وزره هذا الموسم ، يكمن في الاستغناء عن لاعبين أساسيين ، لم تنته صلاحيتهم بعد ، ثم انضاف إليه اختيار مدرب بشكل عشوائي ، حيث أن رغبة المسيرين اتجهت اولا صوب عبد الرحيم طاليب قبل أن يجدوا انفسهم في مفاوضات مع السلامي ، دون ان ننس الاستغناء عن مدرب الحراس ، وتغييب معد بدني ، بالاضافة الى انتداب لاعبين مصابين أصلا ، أو يمارسون في بطولات افريقية لا وزن لها على المستوى الافريقي ، وطبعا يحرك الانتدابات امر بعيد عن الكفاءة والمردودية ، وهو بصريح العبارة : المجان ، او الملايين القليلة ... في هذه النقطة، قد نسمع تبريرا وهميا : الحسنية ليست لها امكانيات مادية كبيرة...وهنا ، نؤكد ان من مهام اي شخص تولى رئاسة فريق ما من هذا المستوى البحث عن الموارد، وإلا فإن المسير الكسول الذي ينتظر ان تنهال عليه الاموال من كل حدب وصوب ، لافرق بينه وبين أيها الناس ... اتذكر في لقاء مفتوح بين زملاء اعلاميين من العيون ومكتب حسنية اكادير ، وبالضبط خلال الموسم الذي ستتوج فيه الحسنية بطلة للمغرب للمرة الثانية ، اننا سمعنا بكون الرئيس آنذاك ( وليس الرئيس المنتدب ) كانت له ادوار مهمة في البحث عن موارد ، وطبعا ، ستتغير الوضعية بعد ذلك ، الى درجة أن مستشهرين كثر ، قد يكونوا صرفوا الانظار عن دعم الحسنية ، احتجاجا على سوء التدبير، فمن الاسئلة القوية في هذا الباب ، البحث عن سر تراجع المحتضن الرسمي ؟ للأسف ، انعكست تلك المتاعب على نفسية اللاعبين ، ويكفي ان يعود المكتب المسير لمشاهدة تسجيلات مباريات الموسم الحالي ، ليستخلصوا غياب روح القتالية في الأداء، عكس بعض الفرق الوطنية الاخرى ، وكأننا امام فريق عناصره غير متحابة او منسجمة، وهذه من المعضلات التي لم تعشها الحسنية أيام عزها ، بقدرما تسبب فيها " قانون المنخرط" الغريب ، الذي مكن الرداءة والانزال من تحويل فرق عتيدة ، منها الحسنية، الى ضيعة وشبه ملكية خاصة ، واذا كانت للرئيس ومكتبه أدنى نسبة من الجرأة والموضوعية، فليمدوا الاعلام الرياضي بلائحة المنخرطين ، حتى يتعرف الخلق على هوية ومستويات من يتحكمون في مصير الفريق ... اذا كنا غيورين على حسنية اكادير ، سواء كمكتب او محبين ، فإن علينا جميعا ايقاف العبث ، ورحمة بهذا الفريق ، لم لا يتم عقد جمع عام استثنائي حقيقي ، لتطعيم المكتب برجالات سوس الغيورين فعلا على الرياضة ، بعيدا عن البوليميك ، وبعيدا عن تكرار العنف اللفظي على المدرجات ؟.. جمع عام استثنائي لايخيف ، خصوصا حين يفقد الفريق لاعبيه بأشكال غريبة وندغدغ عواطف الجمهور بكون المساطر لازالت جارية كما هو شأن حالة السباعي ، وقبله جيرار، ولاننس ان لاعبا لم يرد لا في لائحة المغادرين ولا في لائحة الرسميين ، ألا وهو اللاعب ميمون احمادوش ؟؟. سوس سبور : محمد بلوش