نادرا ما توقفنا في موقع سوس سبور امام مواهب شابة، اصبح عطاؤها يكبر في فرق سوسية من كل الاقسام، وذلك تقصير عفوي ، سنحاول ما أمكن تداركه في المستقبل، من خلال التوقف من حين الى آخر أمام هذه المواهب التي يتجاهلها الاعلام الرياضي في اعلى مستوياته، وان كان الزملاء في الاعلام الرياضي في سوس يجتهدون من اجل ترسيخ سياسة دفع معنوي،او تحفيز يسلط الاضواء على اللاعبين الشباب بالخصوص.. في هذه الوقفة، نحل ضيوفا على حسنية اكادير لكرة القدم، والتي تتميز هذا الموسم بادماج العديد من اللاعبين الشباب، بشكل أثر على مردودية فئة الشبان المحتلين لمراتب متقدمة، وكيف لا والايمان بامكانية اللعب للفريق الاول اصبحت واردة، عكس سنوات الثمانينيات التي ضيعت فيها الحسنية مجموعة مهمة من اللاعبين الموهوبين، بحكم سن سياسة جلب لاعبين جاهزين من اندية خارج سوس.. في مباراة الحسنية ضد مولودية وجدة، تألق شبان الفريق من جديد، ودعونا نؤكد ان اختيار لاعب موهوب لم يكن سهلا، بحكم تعدد الاسماء بين صفوف الفريق، مما حتم علينا تأجيل الحديث عن بقية تلك المواهب الشابة الى الاسابيع القادمة، محترمين كل اقسام التباري، وياليت مدربي القسم الشرفي بالخصوص يتواصلون مع الموقع لاقتراح اسماء تستحق المتابعة.. حين يذكر اسم البيساطي، فمن المؤكد ان الذاكرة ستعود بالجميع الى موسم 1983، مع البيساطي الاب، لاعب رجاء اكادير الموهوب، الذي لعب الى جانب تشكيلة متميزة، ضمت الحارسين بولغماير وبوعجينة، اضافة الى اسماء كالخريبكي، الرموكي، تومرت، اد بكيش، بيلاص جمال واسماء كثيرة، جلها ترعرع في حي بنسركاو، الخزان التاريخي لرجاء اكادير.. ولذلك، فإن تألق ياسين البيساطي ( المزداد في السابع من فبراير 1987 )، مع كبار الحسنية اليوم، خلقته اجواء عديدة، منها النشأة في وسط رياضي، ثم التدرج المنظم في فئات الفريق الصغرى، وحسن انتباه اطر وطنية كالسليماني وفتحي جمال لكفاءاته ، ونوعية مهاراته الفردية التي يوظفها هذا اللاعب الفتي في صالح اللعب الجماعي، وهنا ربما نؤكد ان الدرس المستفاد من بروز اسم ياسين ، هو ان لاموهبة تنشأ من فراغ، اذ بدون انضباط ، وبدون صبر ووعي رياضي يكون ولو في ادنى متطلباته، لايمكن لأي لاعب، كيفما كانت موهبته ومهاراته ان يستمر في عطاء تصاعدي، دون ان نشير الى ضرورة التعامل الحذر للاعلام الرياضي مع مثل هذه المواهب، من خلال تجنب الاطراء واختراع ألقاب مثيرة، قد تعطي نتائج عكسية، اهم محرك لها هو الغرور، لطبيعة سن المراهقة وسوء تقدير بعض الخطابات فيها من قبل المراهق كما هو معروف.. واذا كنا جميعا قد نظرنا الى مغادرة عمر نجدي لصفوف الغزالة السوسية بتشاؤم فيه جرعات مبالغ فيها حسب ما يبدو الآن، فإن الخط التصاعدي في أداء ياسين البيساطي قد يخفف من حدة ذلك التشاؤم، وقد ننس نجدي مع توالي الايام وتألق المواهب الشابة الحالية، فكرة القدم منطقها غريب، لايستقر على حال ( انا لا اقصد نسيان خدمات عمر نجدي، معاذ الله، لكن اقصد ان حدة تتبع جمهور واسع من السوسيين للرجاء البيضاوي فقط من اجل نجدي واكناو، لن تستمر كثيرا بعد الآن، فهناك لاعبين شباب سيلفتوا الانتباه اكثر، كالبيساطي، شجيع، ليركي، ايت الدرحم، رضوان الفوقي، بوعشرة، الرامي..). قد نتسائل : لماذا لا تبرز كل تلك المواهب منذ الدورات الاولى؟ ولعل افضل جواب، يكمن في كون تلك الاسماء كان من سوء حظها ان تشارك ضمن تشكيلة تعاني فراغات مهولة ، خاصة وسط الميدان والهجوم، ومن المعروف ان انقطاع الترابط يين خطوط أي فريق، لايسمح نهائيا بظهور لاعبين شباب بمستواهم الحقيقي، مما استلزم انتظار مرحلة الانتدابات الشتوية، التي قد اقول بأن اختياراتها هذا الموسم تبدو جيدة، مادامت الحسنية حصدت ست نقط من ثلاث مباريات، ولو انهزمت في الخميسات ببلادة، ومن غير المستبعد ان تتكرر نفس صحوة الدورات الاخيرة للموسم الماضي، فثقتنا الآن كبيرة والحمد لله في تحسن مستوى الاداء ( يتجاهل الكثيرون ان هزيمة الفريق ضد الرجاء لم تكن تعني ضعف الاداء، بقدرما تعني تضييع الفرص المتاحة، وتألق الحارس عتبة لاغير).. الكل اصبح يتابع اليوم تألق ياسين البيساطي واصدقاءه من الجيل الجديد، لكن، اذا استمر الجمهور في مقاطعة مدرجات الانبعاث، فإن ذلك اكبر محبط قد يئد تلك المواهب مبكرا، مادام مثل هؤلاء في حاجة مستمرة لتشجيع مكثف، وان شاء الله ستثول هذه الاسماء اليافعة كلمتها عما قريب ... فتحية لكل مدربي الفئات الصغرى بنادي الحسنية، لأن عملهم اصبح يثمر بجلاء، وياليت جميع الفرق السوسية تنتبه للتكوين القاعدي، فهو ضمان المستقبل.. بقلم: محمد بلوش مع شكر خاص للاصدقاء الشباب في صحيفة الحسنية بموقع كوورة..