يعي المكتب المسير لحسنية اكادير لكرة القدم جيدا أن مشوار الفريق طيلة نصف دورات البطولة كان اجماليا مخيبا للآمال، بحكم كثرة الهزائم وتواضع خطي الوسط والهجوم بشكل مخيف، مما جعل جميع مكونات وجماهير الفريق تعول كثيرا على جديد الانتدابات الممكنة خلال مرحلة الانتقالات الشتوية.. وحسب ما تتبعناه بطرقنا ومصادرنا الخاصة، فقد كانت الاسماء التي نتول بها مجرد اسماء كما يقال، حيث تطالعنا الجرائد الوطنية من حين الى آخر بخبر توقيعها لفرق غير الحسنية، كما استغرب الجميع لفشل التفاوض بين العلولي والحسنية، رغم ان بعض المصادر اكدت ان انطلاق حبل الود كان في الاردن، اثناء مواجهة القوة الجوية العراقية، حيث مهدت محادثات بين العلولي والمكتب المسير لعودته من ظفار، الى درجة ان الجميع كان يجزم بعودته الى صفوف فريقه ، قبل ان نفاجأ بتوقيعه للدفاع الجديدي.. لا اخفي القراء سرا، ان من حق الحسنية التكتم عن الاسماء الى حين توقيعها الرسمي للفريق، وذلك بحكم كون الميركاتو سوقا للاعبين، تحضر فيها المنافسة غير الشريفة احيانا، ومحاولات عرقلة استفادة فرق ذات امكانيات مادية متواضعة من صفقات جيدة، لكن، اقصى ثقة يمكن ان نضعها في المكتب المسير، هي حسن التعامل مع الاسماء المنتدبة، والتي يتمنى الجمهور ان تكون لها تجربة وكفاءات يمكن ان يستفيد منها الفريق، مع تفادي التسرع من جديد في انتدابات غير فاعلة، لأن الظرفية التي تجتازها الحسنية تحتاج الى تحديد الحاجيات، وفق تشريح دقيق لمكامن الخلل.. نحن صحيح لانساير بعض الجمهور حين يحلم باسماء كبيرة جدا في البطولة الوطنية، اما لكون فرقها الاصلية غير مستعدة اصلا لتسريحها، واما لكون انتدابات من ذلك الحجم تتطلب ميزانية كبيرة جدا ، قد يستهلكها انتداب لاعب واحد ،لكن، نتمسك بالموضوعية، ونطالب على الاقل بقيام لجنة تقنية وليس مجرد فرد واحد باقتراح اللاعبين المراد انتدابهم، فمتى تنازلنا عن كبرياء " الرأي الاوحد" يمكن ان نطور آليات العمل، ومتى احترمنا التخصص فآنذاك فقط نرتاح لتسيير مبني على فكر الجماعة ، وهذه حقيقة من عيوب اندية كثيرة في المغرب، يقوم فيها شخص واحد بكل المهام تقريبا، ولا نسمع عن المكتب المسير الا باسم او اسمين في اقصى الحالات. كلنا في موقع سوس سبور ترقب لجديد التصريح الرسمي لحسنية اكادير بجديد انتداباتها، وان كانت هذه الكلمة مخيفة متى قرناها بالحسنية، بحيث عودتنا التجارب الاخيرة على توالي الفشل والاعتراف به، ففي الوقت الذي تنجح فيه انتدابات فرق الاول هواة بشكل مشجع، لانزال نتذكر ترسانة اللاعبين الذين جلبتهم شباب هوارة الموسم الماضي في نفس هذه المرحلة ، دون اية استفادة، كما لازلنا نتذكر الصفقات الخاسرة للحسنية على امتداد ثلاث او اربع مواسم الاخيرة، وهذه من مفارقات التسيير والتدبير بين اندية سوس حسب اقسام التباري.. ان مصالحة النتائج والجمهور لن تكون الا بحسن ودقة الانتدابات الوظيفية لا الديكورية، وفي هذا الصدد، نأمل جميعا من الاخوة في المكتب المسير لحسنية اكادير تكثيف الجهود من اجل ضخ دماء جديدة في الفريق، لأن الرتبة التي تحتلها الحسنية، والوجه السلبي الذي نقيم به عطاءها طيلة مرحلة الذهاب، لاينسجمان بتاتا ومكانة الفريق وتاريخه. بقلم: محمد بلوش