قبل أن نخوض في مناقشة الموضوع ، يبدو من الأنسب الإعتراف المطلق بهوية الناطق الرسمي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، وإن كان بعض الاعضاء الجامعيين يصرحون ويحاورون اجهزة اعلامية وطنية ، والكل يتحدث بضمير " نحن" ، رغم أن مايصرحون به يؤخذ به من باب الإستئناس لاغير، في انتظار الناطق الرسمي الفعلي ، الذي يضطلع بدور الوسيط بين قرارات المكتب الجامعي وأنشطته ، وبين الرأي العام الرياضي والإعلام بمختلف أطيافه . ذلك جانب لابد من التنبيه إليه ، لننطلق في نقاش ازمة شد الحبل بين المكتب الجامعي المعين بالتعيينات، وبين المجموعة الوطنية للهواة المنتخب من لدن الاندية المعنية ، فالصورة تبدو غير واضحة في العرف القانوني، حين تتمسك مجموعة الهواة بشرعيتها وفق مرسوم وزاري احدثها ، وتتمسك الجامعة بقرار حل مكتب المجموعة الوطنية للهواة، دون استناد الى تعليل ، ودون محاسبة سنوات تدبير المكتب لبطولة الهواة ، من خلال تقارير ادبية او مالية ، علما بأن الجامعة التي تدعو الاندية الى عقد جموعها العامة في تواريخ محددة، تخرق ماتطالب به الاندية، وتتهرب من عقد جمعها العام ، مستغلة انشغال الرأي العام الرياضي الحزين بتدهور حال المنتخبات الوطنية . نحن لا نجزم بأن احد الطرفين على صواب ، ولا على خطإ، وسننتظر فصول القضية للأسف للتعرف على حقيقة ولو نسبية ، لكن ، نستطيع مطمئنين الجزم ، بأن تدبير الجامعة لمجال الهواة الفسيح ، اضافة للقمسن الاول والثاني للنخبة ، أمر من شأنه أن يشغل اهتمام الجامعة بالتدبير اليومي للبطولة الوطنية والمنتخبات الوطنية،دون الاهتمام المتزايد بتخطيط جيد لأمور العصبة الاحترافية وإرادة انجاز تحول كلي من الهواية نحو الاحتراف ، وهذا ضمنيا معناه ان الحاجة لجهاز قار يدبر أمور الهواة لازالت قائمة ، ولعل الحسم في المباريات والتعرضات التي تنتج عن بطولة الهواة سيزداد تعقيدا وتأخيرا ، لصعوبة تدبير عدد كبير جدا من المباريات ، مابين قسمي النخبة والهواة ..وذلك مثال فقط، من بين خاصيات كثيرة ، لانعرف كيف ستستطيع اللجنة المؤقتة ومن بعدها المحدثة تصريفها ... يحركنا في العمق اذن سؤال حول مدى اقتدار المكتب الجامعي على تدبير فعلي لمرحلة أريد أن تكون انتقالية، علما بأن المكتب نفسه لم ينتخب من قبل الاندية بناءا على معايير الكفاءة او غيرها ، بقدرما تم تعيينه ، وبالنظر الى غياب علاقة الرئيس الحالي بكرة القدم الوطنية كمسير ، له تجربة وإلمام بطبيعة الممارسة الرياضية في المغرب وإكراهاتها ، يبدو امر تخويله صلاحية تشكيل مكتب جامعي أولى علامات الاستغراب التي لاتستقيم والموضوعية ، موضوعية التدبير المبني على قواعد وأسس منطقية، في وقت نعتبر فيه انتخاب الاجهزة المسيرة هو الحل الانسب . ومن الخطإ الكبير جدا البحث عن تأهيل كرة القدم الوطنية انطلاقا من تقزيمها في فرق النخبة، مادامت القاعدة التي تضخ الدماء والاوكسيجين اللازمين بين اوصال بطولة الهواة في قسميها الاول والثاني لاتتمثل إلا في فرق الهواة، في ظل غياب اهتمام جل الاندية " النخبوية" بالفئات الصغرى ومدارس التكوين الفعلية لا الصورية، وإن كانت هنالك استثناءات جد قليلة في هذا المجال . مجرد ملاحظة : الطريقة التي كتبت بها جريدة لوبينيون تغطية مختصرة لجمع عام الهواة يومه الجمعة 24 شتنبر 2010، فيها نوع من رائحة تغليب الانتماء الحزبي على الشأن الرياضي ، في حين نشرت جل اليوميات المستقلة والتابعة لإيديولوجيات حزبية مغايرة تغطية مخالفة ، فهل يتقزم الاعلام الرياضي الوطني بدوره حسب المذاهب والنزعات الحزبية؟ بقلم : محمد بلوش