كما تتبع الرأي العام المغربي عموما والسوسي على وجه الخصوص ، تعرضت حافلة لاعبي فريق حسنية اكادير لكرة القدم الى اعتداء " وحشي " وسط مدينة مراكش مساء يوم الجمعة 12 فبراير الجاري أثناء تنقل الفريق السوسي من الفندق الذي يقيم به بمراكش نحو ملعب الحارثي لإجراء لقاء الدورة 18 من بطولة القسم الأول للنخبة ،وكانت حافلة الفريق السوسي قد غادرت الفندق في حدود الساعة السادسة مساء وعلى متنها لاعبوا الفريق والاطر التقنية والطبية والمكلف بالامتعة ،متوجهة الى ملعب الحارثي وعند وصول حافلة الفريق الى المدار الطرقي الرابط بين شارعي فرنسا ومحمد السادس ، وبالضبط قبالة المسرح الملكي تفاجأ كل من في الحافلة بوابل من الحجارة تنهال على الجانب الأيمن للسائق من طرف مجموعة من الجماهير التي ترتدي بعض البدل الموحدة اللون وحاملة لشعارات فريق الكوكب المراكشي كانت في طريقها الى الملعب ، وأسفر الهجوم الغادر على تكسير وتهشيم أربع نوافذ كبرى للحافلة منها ثلاث نوافذ في الجهة اليمنى ونافذة الإغاثة من الجهة اليسرى ، وذلك بالرغم من كون الهجوم كان في الجهة اليمنى غير أن بعضا من الحجارة الي قدفت بها الحافلة توغلت وسط الحافلة لتكسر نافذة الجهة اليسرى ، ونظرا للهلع والخوف الذي سيطر على جميع من كان بحافلة الفريق فقد واصل سائق الحافلة السير بسرعة الى غاية مدخل ملعب الحارثي حيث حضرت قوات الامن وسيارتين للوقاية المدنية التي نقلت اربع لاعبين لتلقي العلاج باحد المستشفيات وهم : عز الدين حيسا عميد الفريق الذي أصيب على مستوى الرأس ، جمال العبيدي المصاب على مستوى الرأس والأنف ، أوصمان كويتا الذي أصيب بجرح بليغ على مستوى الرأس والوجه ، واللاعب التولالي المصاب على مستوى الرأس ، وبالمستشفى قدمت الإسعافات الأولية للاعبين الأربعة حيث تمت خياطة الجروح وغسل الأعين من بقايا الزجاج الذي تناثر في الهواء وسقط للعديد منهم في أعينهم ، إثر تلك الاسعافات تمكن ثلاث لاعبين من العودة الى ملعب الحارثي لإجراء المقابلة بينما استعصى الأمر على اللاعب المالي أوصمان كويطا نظرا لإصابته البليغة مما دفع بالمدرب جودار الذي كان قد وضعه في التشكلة الأساسية التي ستواجه الكوكب الى استبداله قبل انطلاق اللقاء بإدخال احد الاحتياطيين . هذه بإيجاز الحادثة كما وقعت يوم الجمعة بمدينة مراكش ، وفيما يلي بعض الملاحظات المرتبطة "بالهجوم الهمجي " على حافلة لاعبي حسنية اكادير وسط مدينة مراكش : - " الهجوم الهمجي " : وقع وسط مدينة مراكش السياحية وفي مدار طرقي يعرف الكثير من الحركة ، والمكان الذي وقع فيه الهجوم من المستحيل أن يعثر فيه أي انسان على نوعية وحجم الحجارة التي قذفت بها الحافلة ، ويستنتج من ذلك أن "المهاجمين المراكشيين " قدموا الى هذا المكان مدججين ومحملين بالحجارة والمقدوفات ، وينم ذلك على تخطيط مسبق لهذا الهجوم . - المكان : مدار طرقي يربط بين شارعين كبيرين بمراكش أي سائق يريد المرور من ذلك المدار يتوجب عليه الامر التخفيف من السرعة ليتمكن من الاستدارة نحو الاتجاه المقصود ، واختيار " المهاجمين المراكشيين " لهذا الموقع ناتج عن معرفة مسبقة بكون السائق سيضطر الى تقليص سرعة الحافلة والتالي فسح المجال امامهم للاستهداف نوافد الحافلة بكل سهولة . - التوقيت : حافلة لاعبي الحسنية كانت تجوب مراكش طيلة يوم الجمعة دون أن تصاب بأي مكروه ، ففي زوال يوم الجمعة كانت الحافلة قد غادرت الفندق الذي يقيم به الفريق وعلى متنها لاعبوا الفريق الراغبين في آداء صلاة الجمعة باحد مساجد المدينة ولم تتعرض لأي أذى في الذهاب والاياب وفي موقف السيارات التي ركنت بها أثناء صلاة الجمعة . - مسؤولية رجال الامن بمراكش : في الوقت الذي كان الجميع ينتظر ان يتحرك رجال الامن للتخفيف عن لاعبي الحسنية من هول الفاجعة والصدمة ،ومواساتهم وتحسيسهم بالامن والامان لرفع معنوياتهم من اجل اجراء اللقاء ، تفرد أحد مسؤولي الامن بمراكش ليلعب نفس دور الاعلام المصري في مواجهته للاعتداء الذي تعرضت له حافلة الفريق الجزائري بمخرج مطار القاهرة ، حيث اتهم المسؤول الأمني بعضا من لاعبي الحسنية ( بلاحشمة) بكونهم هم من كسروا نوافذ الحافلة . - من قرر اجراء اللقاء : بعد هذه الأحداث غير الطبيعية والتي تستوجب عدم اجراء اللقاء وتأجيله لوجود " سبب قاهر" حسب ما ينص عليه قانون الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، من قرر اجراء اللقاء في تلك الظروف التي تميزت بغياب تركيز اللاعبين نتيجة الرعب ومنظر الدماء التي تنزف من جروح زملائهم ،والتشتت الذهني لجميع مكونات الفريق بين تتبع حالة الجرحى ، وتهيء اللاعبين للدخول في لقاء كروي ،وحالة الاحباط العام لعدد من اللاعبين بعد التعليقات غير المسؤولة الصادرة عن المكلفين بحماية المواطنين وتوفير الامان .