قبل استعراض الحدث ، نود ان نتوقف اولا امام حدث قلما انتبه اليه المتدخلون في حيثياته اعلاميا، وهو ان ما وقع كان متوقعا ، منذ ليلة السبت، وكنا نتصور السيناريو كما سيحدث حين علمنا بوجود نية للاعبين الرسميين في فئة الكبار اللعب تحت قيادة المدرب السيد فتحي محمد، ونفس الامر بالنسبة للفريق المكون من الشبان وبعض الكبار تحت قيادة نائب رئيس الفريق، السيد الحسين الكرداح. وبيت القصيد هنا، وجود طرفي نزاع حول المشروعية، مما يعني ان الملعب كان من الممكن ان يعرف احداث شغب كبيرة جدا، لو استمر شباك الملعب في تحصيل اثمنة التذاكر لمباراة كان من المعروف مسبقا انها لن تجر، فالجميع اهتموا باوراق التحكيم وغيرها من الامور المرتبطة بالاختلاف في من له المشروعية ام لا، دون الانتباه الى الجمهور، وهنا، نحيي صراحة ضابط الامن السيد أبراغ، الذي تدخل لتوقيف عملية تحصيل اثمنة التذاكر، مجنبا الملعب فوضى تعبير الجمهور عن سخطه مادام أدى ثمن مشاهدة مباراة كروية وليس ثمن مشاهدة صراعات حول المشروعية. الامر الثاني الغريب في نظري، هو دخول احدى الفريقين بلافتات تطالب بأداء مستحقات اللاعبين، في وقت يصرح فيه احد اطراف الجدال ان اللاعبين توصلوا ببعض مستحقاتهم، ولذلك جاؤوا من اجل اللعب، وهذا تناقض كبير ومحير صراحة. الامر الثالث، هو كون الفريق لم يجر تداريبه طيلة الاسبوع، ولا أحد من السلطات المحلية حرك ساكنا، وهنا نتساءل: ألم يكن حريا بالسيد العامل شخصيا ان يتدخل من اجل مصلحة الرياضة في انزكان؟ وكيف يعقل اننا نسمع على لسان لاعبي فرق كثيرة في المغرب تدخل السادة العمال وولاة الاقاليم في مثل تلك الحالات دون انزكان؟ اعتقد ان الضحية الاولى والاخيرة في مهزلة ما وقع هي مدينة انزكان، ودماء المرحوم باكريم الذي توفي اوائل الثمانينيات وهو يضحي ويلعب من اجل الفريق، وساكنة وشباب انزكان، دون ان تكون الضحية هي الاشخاص المتنازعة، فقد كان من الممكن ان يتفادى كل من له غيرة على الاوفي الاعتذار، من خلال سحب احد طرفي الخلاف لفريقه، وفي نظري، لم تثبت اية غيرة سليمة لهذا الطرف او ذاك مادام العناد قد ساد الجميع بدل التفكير في اقبار فريق له تاريخ، وصنع اسماء كبيرة، ربما نبخسها قيمتها حين نوصل الفريق الى مثل هاته الحالة التي هي رغم كل شيء حالة مصطنعة، دشنها المجلس البلدي حين قلص الدعم لفريق من القسم الاول هواة الى 20 مليون ورفعه لاندية في القسم الثالث الى 37 و 17 مليون، وهنا لا اتقبل نهائيا الرأي القائل بأن ازمة الفريق ليست لها علاقات بالايديوسياسي، وإلا فليقدم لي من يدعي العكس تبريرا منطقيا لمقاييس دعم من المال العام بتلك الطريقة؟؟ الاشكال الملفت للانتباه ايضا في حدث انزكان، ان حزازات غير مقصودة قد تكون خلقت اليوم بين فئتي الكبار والشبان، فعوض روح التآزر والتآخي، ربما سينظر كل طرف الى الثاني نظرة " الخائن" الذي اختار المعسكر المقابل، وهذا مشكل سيحتاج الى وقت طويل لمحوه، وليس بالسهولة تجاوزه كما قد يعتقد البعض. صحيح ان مؤاخذات كثيرة كانت قد سجلت على تركيبة المكتب المسير للفريق، سيما بوجود عناصر فتية غير ذات تجربة، لكن، ذلك لايجب ان يكون قاعدة صورية للتحليل وإلصاق التهم هنا وهناك، بقدرما اعتقد ان الامر الذي غيبه الاصدقاء في المكاتب المسيرة وكذا في المجلس البلدي، هو تتبع الميزانيات التي كانت تصرف على الفريق منذ سنوات، الى درجة ان هناك بالفعل اسئلة كبيرة تطرح حول غياب المتابعة والمراقبة، الامر الذي يختلف لو قارنا مثلا بين اتحاد فتح انزكان وكل من اتحاد ايت ملول واولمبيك الدشيرة. كلمتنا الاخيرة في موقع سوس سبور، اننا نؤاخذ الجميع بدون اسثتناء على ما حدث، سواء المتحدثين باسم المكتب او باسم اللجنة المؤقتة، فالفريق ملكية للمدينة، ومن كانت له غيرة على مدينة انزكان وكرة القدم السوسية لا ولن يرض للفريق بأن يعتذر على ارضية ملعبه، كيفما كانت التنازلات الممكنة من اجل المصلحة العامة، فنحن نحترم الاشخاص ، ومنهم من هو في مرتبة صديق، لكن الواقعية تلزمنا بأن ننتقد رأي الصديق لو كان على خطإ، وبالتالي اكرر أن هناك احساسا ممزوجا بالالم حين اتذكر سقطة المرحوم باكريم ضد الكوكب المراكشي اوائل الثمانينات ، التي ادت الى وفاته وهو يبلل قميص الفريق، وحين اسمع اليوم عن رجال بدل البحث عن حلول توافقية، اختاروا لغة العناد... بقلم: محمد بلوش