ترعرع داخل صفوف حسنية اكادير منذ أن كان سنه إحدى عشرة تدحرج بين جميع فئاتها من الكتاكيت حتى الكبار عاش معها أزهى فتراتها إبتداءا بالصعود إلى القسم الأول ، والحصول على بطولتين متتاليتين لأول مرة في تاريخها ، حبه للحسنية وعشقه لها جعله يضحي بكل شيء من اجلها ، بشبابه أولا وبدراسته ثانيا وبعمله ثالثا . لم يكن أبدا يطالب أكثر مما يستحقه ، يلجأ إليه المكتب المسير دائما لتسوية الأوضاع داخل صفوف اللاعبين كلما توثرت الأعصاب فكان جسر المحبة والتفاهم بين المكاتب المسيرة للفريق و اللاعبين مما أهله لتحمل عمادة الفريق لوقت طويل ، يحب الخير للجميع والجميع يحبه ومحبة الجمهور إليه شهادة على حسن سيرته وأخلاقه العالية . لكن الحسنية تنكرت لوعودها وعاملته بالجفا وهو الشيء الذي لم يكن ينتظره منها مما أزم من حالته النفسية وجعله يطرح أكثر من تساؤل ويعيد شريط الذكريات . في الحوار التالي نكتشف جميعا هذه التساؤلات لمصطفى اوشريف وأسبابها وآفاقه المستقبلية . س: الكل يتساءل حول غيابك عن تداريب حسنية اكادير خلال هذا الموسم ؟ ج: غيابي عن فريق حسنية اكادير لم يأتي عن طريق الصدفة بل جاء لأسباب اجهلها لحد الساعة . ولكن ذلك لا يمنع من كون هذه الأسباب قد بدأت تلوح في الأفق منذ أواخر الموسم الماضي ويمكن تلخيصها في بعض المشاكل المادية والتقنية بحيث لم نكن راضين بشكل تام عليها خصوصا منها الجوانب المادية . وسأحتفظ بالجواب الكافي والصريح عن هذا السؤال للمستقبل القريب ، خصوصا وان ملامح تسوية الوضعية بيني وبين فريق الحسنية أخذت الآن طريقها الصحيح إما للبقاء ضمن صفوف الفريق أو مغادرته واعتقد أن الأرجح سيكون هو المغادرة لان الظروف التي عشتها خلال نهاية الموسم الماضي وبداية هذا الموسم لا تبشر بالخير حول مستقبلي ضمن صفوف النادي . ولا يفوتني بالمناسبة أن أقدم كامل تشكراتي للجمهور السوسي المخلص الذي يسال عني في كل لحظة ويتتبع كل مراحل حياتي الرياضية ويناشدني العودة للفريق والاستمرارية معه وهو بذلك يعطي شهادة كبرى على أنني لازلت املك كل مؤهلاتي البدنية والتقنية التي تسمح لي بالاستمرار رفقة الحسنية . وإذا ما تمت عودتي فستكون مني عربونا ومحبة للجمهور العزيز وليس رغبة ومحبة في شيء آخر لان كل شيء بالنسبة إلي قد انتهى ، لذلك فاهم ما كسبته وربحته من فريق حسنية اكادير هو محبة الجمهور السوسي والوطني أيضا . س: يلاحظ أن غيابك عن صفوف الفريق بدأت منذ أواسط الموسم الماضي بحيث لاحظنا انك لم تشارك في مجموعة من اللقاءات الوطنية والقارية للفريق ؟ ج: نعم هذا صحيح وذلك راجع بالأساس إلى الإصابتين اللتين تعرضت لهما خلال الموسم الماضي : الأولى ضد اتحاد طنجة والثانية ضد الرجاء البيضاوي وذلك في وقت قريب جدا وهو ما اثر على وضعيتي داخل النادي ، إضافة إلى كون مصطفى اوشريف لم يكن راضيا على بعض الأمور داخل النادي لكوني كنت عميدا للفريق وكان من الواجب أن أتدخل في بعض الأمور وأسأل عنها واستفسر عنها المكتب المسير الشيء الذي لم يرضيهم ولم يجد قبولا من طرفهم بل اعتبروه تجاوزا وتحريضا ضدهم ، بينما كانت الأمور عادية وبسيطة بإمكان أي لاعب أن يسال عنها ويجد الجواب الكافي لها . لذلك فالمشكل ليس هو أن العب بشكل رسمي أم لا فهذه أمور تتعلق بالمدرب وتتعلق أيضا بوضعيتي الصحية . إذا فالمشكل ليس هو اللعب بل عدم الرضا والفهم الخاطئ لاستفساراتي وأسئلتي من طرف المكتب المسير وعدم رضاي عن بعض السلوكات والتصرفات التي لا تمت للرياضة بصلة . وبخلاصة فيمكن أن أقول لك بأنني لم أكن راض ولا مرتاح داخل الفريق خلال نهاية الموسم الماضي للأسباب المذكورة . س: ماهي وضعيتك الحالية اتجاه الفريق ؟ ج: فأنا لازلت مرتبطا بفريق حسنية اكادير بعقدة لمدة موسم ونصف ، ولحد الآن لم يلغى هذا العقد سواء من طرفي أو من طرف الفريق كما انه لازالت هناك مفاوضات للعودة لصفوف النادي . وصراحة لازلت لم اجتمع بالرئيس للنظر في وضعيتي داخل النادي بحيث كانت آخر جلسة لي مع الرئيس خلال نهاية الموسم الماضي ولم نتفق على عدة أشياء و كان هناك سوء تفاهم بيني وبينه في مجموعة من الأمور تتعلق بوضعيتي . واعتقد أن هناك بعض الأفراد من المكتب المسير ذووا النيات الحسنة يحاولون التفاوض معي وإقناعي للعودة إلى تعزيز صفوف الفريق أو البحث حول كيفية الانتقال إلى فريق آخر . ولكن أقولها صراحة فمن الصعب علي ، بعد كل ما عانيته أواخر الموسم الماضي وبداية هذا الموسم ، أن أستمر مستقبلا مع فريق حسنية اكادير لأنني لم اعد مرتاحا داخل صفوفه . رغم أن الفريق يحاول إصلاح الخطأ الذي ارتكبه معي ، لأنني لا استحق ذلك نظرا لما قدمته في سبيله ، كما ارتكب الفريق أيضا خطا آخرا في حق أخي حسن اوشريف مما يبين أن الأمور مبيتة ومقصودة ضد الأخوين اوشريف وهو ما يؤثر في معنوياتي ويحرجني في العودة إلى صفوف الفريق . س: كيف هي علاقة مصطفى اوشريف مع المكتب المسير ؟ ج: أقولها صراحة ، فهناك سوء تفاهم واضح بيني وبين الرئيس عبدالله أبو القاسم فهناك اختلاف كبير في وجهات نظرنا واعتقد أن ذلك يقع في كل الفرق سواء الوطنية أو الدولية فهو شيء طبيعي جدا ولا يتطلب إنزال كل اللوم على اللاعب بمجرد الحديث عن حقوقه داخل النادي . ولكن لازالت الأمور في بدايتها واعتقد أنني سوف أجد لها حلا في القريب العاجل بمساندة من بعض العناصر داخل المكتب المسير التي تحب الخير للجميع . س: ماذا استفاد مصطفى اوشريف من الحسنية لمدة 23 سنة من الممارسة ؟ ج: سؤال مهم لان الكل يتحدث عن استفادتي الكبيرة من فريق الحسنية خصوصا بعض العناصر داخل المكتب المسير للفريق وذلك بغية التستر عن مجموعة من الخلافات فيما بيني وبينهم ، لذلك فإذا كان اللاعب قد استفاد من الفريق فأظن انه سيستفيد من كل الجوانب خصوصا منها الضرورية الآن مثل : الحصول على عمل قار لتحسين وضعيته الاجتماعية وأيضا التوفر على سيارة خاصة به و سكنى قارة به و مدخول قار ... فكل هذه الأشياء لا يتوفر عليها مصطفى اوشريف لذلك فمن يقول أنني استفدت من الحسنية بالشكل الذي أعطيتها فليحاسبني وانا مستعد لذلك . أما إذا كانوا يتكلمون عن راتبي الشهري فهو حقي واصرفه لكي أعيش وأيضا حصولي على مستحقات المباريات فهذا أيضا حقي وواجبي أما ما عدا ذالك فليس هناك أي شيء آخر كامتياز يحصل عليه مصطفى اوشريف يمكن الحديث عنه . لذلك فلحد الآن لم استفد أي شيء من الحسنية بالقدر الذي أعطيتها وان كان سيكون ذلك مستقبلا فلا اعتقد وانا مستعد لتقبله . وأضيف هنا أننا أحرزنا بطولتين ولحد الآن لم نأخذ عنهما أي شيء ، و قد يكون ربما ذلك كصدقة بعد وفاتنا والله اعلم . رغم أننا أدخلنا الحسنية التاريخ من بابه الواسع بإحرازنا البطولتين لأول مرة في تاريخ الفريق حيث يتغنى بها كل مسير الآن لكن لا يقدر على مكافئتنا والله وكيلنا في ذلك . فشهادة أقولها في حق المجموعة التي أحرزت البطولتين أنها كانت جدية في عملها وهدفها هو اللعب من اجل القميص وليس الحصول على المادة بالشكل الذي يمكن أن يتصوره البعض لأننا و أكررها لم يكن هدفنا مادي وإلا فلن نخوض اللقاءات فيما بعد إن لم نستفد وهو ما لم يحصل . س: كيف أحسست هذا الموسم بان الفريق استغنى عنك ؟ ج: لاحظت ذلك مند أواخر الموسم الماضي وما أكده لي في بداية هذا الموسم هو عدم الاتصال بي من طرف أي مسؤول داخل المكتب المسير للحسنية لالتحق بالتداريب التي خاضها الفريق منذ البداية . وهو الشيء الذي جعلني لا أتحمس في الالتحاق بالتداريب خلال هذا الموسم . رغم أن المدرب صرح في بعض الجرائد انه لن يستغني عني وعن أخي حسن وعن محمد الحسايني لان الفريق لازال في حاجة ماسة إليهم والى تجربتهم لكن لم يسال عنا أي احد من المكتب المسير ولو على الأقل عبر الهاتف لأنني اعتبر الحسنية عائلتي نظرا للفترة الطويلة التي قضيتها معها ، فعلى الأقل الاتصال بنا والاستفسار حول حالتنا لن يكلفها أي شيء بل سيزيد من رفع معنوياتنا ويشجعنا لبدل المزيد لكن لا شيء من ذلك حصل . خصوصا وأننا من أقدم اللاعبين داخل صفوف النادي لأزيد من 23 سنة . فحتى لو أن الفريق أراد الاستغناء عنا فعلى الأقل يتصل بنا ويحاورنا في ذلك للبحث عن فريق آخر للانتقال إليه بمعنويات مرتفعة ، لذلك أقول واكرر أن المكتب المسير للحسنية قد ارتكب خطأ كبيرا في حقنا على مستوى التعامل ولا نستحقه وليس جزاؤنا للفترة الطويلة التي قضيناها رفقة الحسنية . فهل بهذا تجازي الحسنية لاعبيها المخلصين ؟؟؟ س: ما هو البرنامج اليومي حاليا لمصطفى اوشريف ؟ ج: فبعد شفائي من الإصابة التي كنت قد أصبت بها سابقا رفقة الحسنية ، الآن أتمرن لوحدي في ظروف عادية حتى أحافظ على كل لياقتي واسترجع مؤهلاتي سواء في الشاطئ أو في الغابة أو في إحدى القاعات الرياضية الخاصة بتحسين اللياقة البدنية بدعم من الأصدقاء . كما أن هناك عدة اتصالات من عدة فرق وطنية وعربية ، لكن بالنسبة لهذه الأخيرة فانا ارفض إجراء الاختبارات الأولية فيكفي ما احمله من التجربة لمدة 23 سنة من الممارسة إضافة إلى أنني أفكر في نوع من الارتياح على الأقل حتى فترة الميركاتو أي شهر دجنبر لاستعد حالتي النفسية الطبيعية . وأضيف هنا أن فريق شباب هوارة لازال يلح علي في تعزيز صفوفه وبالمناسبة فانا لا أنكر الخير الكبير لهوارة علي بالخصوص عندما كنت في فريق الحسنية وأيضا كافة اللاعبين لأنهم أمدونا بمنح كثيرة وكانوا يكلفونني بتوزيعها شخصيا على اللاعبين بدون علم المكتب المسير فخيرهم كثير علينا ولا يمكنني أن ارفض إليهم أي طلب . فقد التحق بهم إلى حدود فترة الانتقالات الأولى وإذا ما ظهر فريق جديد لاستفيد أكثر التحق به أو قد استمر معهم و لما لا أساعدهم هذا الموسم في الصعود إلى المجموعة الوطنية الأولى نظرا للمرتبة المشرفة التي حققها الفريق الهواري الموسم الماضي ولأهدافه الكبرى خلال هذا الموسم وادخل التاريخ مرة أخرى من بابه الواسع رفقة فريق سوسي آخر أكن له كل الحب هذا من جهة ، ومن جهة أخرى سأبقى قريبا من الجمهور السوسي الذي يبادلني نفس الحب وأيضا قريبا من عائلتي الصغيرة ريثما تتحسن وضعيتي ونفسيتي . فكنت من بين العناصر التي كانت وراء صعود الحسنية فلما لا أكون وراء صعود فريق سوسي آخر إلى القسم الأول وهو شباب هوارة و يستحق ذلك فكما ذكرت فضل هوارة وخيرها علينا كثير وقد اتخذ القرار النهائي الأسبوع المقبل قبل فوات الأوان . س: ألا يرى مصطفى اوشريف بان المكتب المسير للحسنية قد يعرقل الطريق أمامه في اختياراته ؟ ج: نعم أنا لازلت متخوفا من ذلك لكن لدي إحساس كبير بأنني لا استحق العرقلة فيما تبقى من مسيرتي الكروية نظرا لما قدمته للحسنية من تضحيات كبرى وأتمنى أن يتفهم المكتب المسير وضعيتي ويساعدني على الأقل أن افترق معها بشكل حبي خصوصا في هذه الفترة حتى ارتاح نفسيا ولما لا العودة من جديد إلى صفوفها .بعد أن يشفى الجرح . س: هل لازلت تتابع أخبار الحسنية ؟ ج: في الحقيقة ابتعدت بشكل كلي عن ذلك وليست لدي أية فكرة الآن عن المجموعة وجديدها ، وأتمنى لها مسيرة موفقة وأتمنى لأصدقائي اللاعبين أن يتحلوا بالصبر ويكافحوا من اجل قميص الفريق فهو ارث كبير وثقيل . وأؤكد مرة أخرى أن مصطفى اوشريف طوال المدة التي قضيتها مع الحسنية لم يصدر مني أي عيب اتجاه أي كان ومحبة الجمهور كشاهد على ذلك وهو أهم شيء ربحته في مساري الكروي . فالاستفادة التي يمكن أن أتحدث عنها داخل صفوف الحسنية هي محبة الجمهور وانا أبادله نفس الشيء ، كما أنني تعرفت على رجال داخل سوس وخارجها وبالمناسبة أقدم لهم جميعا جزيل اشكر . س: ما ذا عن وضعية أخيك حسن اوشريف ؟ ج: فهو أيضا لم يتم الاتصال به مع بداية الموسم للالتحاق بصفوف الفريق وهو ما جعله يتدرب بشكل انفرادي ، لان المسالة فيها غموض فكيف يصرح المدرب انه لن يستغني عنا اقصد أنا وأخي حسن و الحسايني هذا في الوقت الذي لم يتصل بنا كالعادة أي احد من المكتب المسير للفريق فهذا هو السؤال المطروح والمحير ؟ وأضيف هنا أن حسن اوشريف أيضا تلقى مجموعة من العروض وهو الآن يحاول دراستها بتمعن وسيختار الأفضل و الأليق لاختتام مشواره الكروي . وهذا كله لا يعني بان حسن ليست لديه مشاكل مع المكتب المسير خصوصا على المستوى المادي والذي لم يكن راض عليه تماما وليس ذلك أكثر من حقه فقط والذي لازال لم يتوصل به لحد الساعة . واعتقد أن الفرق التي تلح عليه بشكل كبير هو فريق شباب هوارة وربما قد يتفق الطرفان في القريب العاجل لتدعيم الفريق والاستفادة من تجربته الطويلة . س: آخر كلمة ؟ ج: اشكر كل من كان له الفضل في مساعدة مصطفى اوشريف منذ الصبا حتى الآن وكل من وقف بجانبنا لدعمنا ومواساتنا سواء داخل سوس أو خارجها واشكر الإعلام الذي وقف بجانبنا مرات عديدة والشكر الكبير والمحبة للجمهور الذي يعجز اللسان عن وصف مشاعري اتجاهه ومحبتي إليه وأتمنى أن انهي مشواري الكروي في أحسن الظروف . أجرى الحوار حسن العسكري