رفضوا منحه الموافقة لأجل إكمال مشواره الإحترافي "لقد ظلموني" بهذه العبارة اختصر اللاعب عبد الكبير بوعمري معناة سنين من "الظلم و القهر" حسب تعبيره. عبد الكبير بوعمري أو "باروكا" حسب ما يحلو لمحبيه أن ينادوه ترعرع منذ نعومة أظافره بين أحضان فريق حسنية ابنسليمان لكرة القدم، حيث لعب لكل فئاتها العمرية انطلاقا من الكتاكيت وصولا إلى الشباب مرورا بالبراعم و اليافعين، منذ أن "عرفت معنى الكرة، يقول "باروكا" و أنا ألعب لحسنية ابنسليمان، فهذه الأخيرة هي أمي الأولى التي لا يمكنني نكران جميلها لعبت لها منذ السادسة حتى سن السادسة عشر، موعد التحاقي بشباب المسيرة". انتقال اللاعب الشاب إلى فريق شباب المسيرة سيكون له طعمه الخاص في بداية مشواره و الفريق الصحراوي، "لعبت لفئة الشباب، و حاولت أن أعطي كل ما أملك من طاقة، و هو الأمر الذي كان لصالحي"، يقول "باروكا"، حيث أنه و في مدة وجيزة استطاع لفت أنظار المسؤولين بالفريق تجاهه، بسحر حركاته مداعبا "الساحرة المستديرة"، ليلعب مع كبار شباب المسيرة في سن مبكرة، لعب كلاعب احتياطي في بادئ الأمر، ثم بعد ذلك، يوضح "باروكا"، "كنت ألعب حوالي خمس و عشرين دقيقة حتى ثلاثين دقيقة بالمبارة "، استمر على هذا النحو لوقت وجيز، قبل أن يكتسب رسميته داخل الفريق الصحراوي، و يصبح جزء لا يتجزء من تشكيلته الأساسية. لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن عبد الكبير بوعمري، فبعد انتهاء مدة العقد، منحت للاعب الشاب ابن حي الفرح أحد الأحياء الشعبية ببنسليمان، ما أسماها "فرصة العمر"، فقد قدمت "لي عدة عروض مغرية للانضمام إلى عدة فرق عديدة بالدوري المغربي، كفريقي الرجاء والوداد البيضاويين، و كذا فريق الجيش الملكي"، و يستطرد بوعمري حديثه لنا قائلا "المشكل هو أن كل هده العروض قوبلت بالرفض من طرف مسئولي شباب المسيرة، بدون تقديم أي مبرر مقنع لا لي و لا للفرق صاحبة العروض، بل و أكثر من ذلك قدم لي عرض للاحتراف بالبرازيل إلى أن مشاكلي مع مسئولي شباب المسيرة حالت دون ذلك. هذا الرفض "غير مبرر" لمسئولي شباب المسيرة، تسبب بضياع و تدمير بوعمري أو "باروكا" نفسيا، فلاعب المشاكس على ساحة الملعب أصبح يعيش مشاكل كثيرة مما جعل هوسه بلعب الكرة بأخذ منحا آخر، منحى الضياع بين دواليب المخدرات اللعينة و التسكع في شوارع المدينة الصغيرة ابنسليمان، حتى أنه و حسب المقربين منه كاد أن يصاب بالجنون مع صيرورة مشاكله مع شباب المسيرة الذين رفضوا منحه أوراقه، حتى بلغ من العمر ما لن يخول له الانضمام لأي فريق آخر "خرجوا عليا و ضيعوا مستقبلي، يقول "باروكا بنبرة غاضبة. من جهتهم تعذر علينا الاتصال بإدارة الشباب إلى حدود كتابة هذه الأسطر، إلا أن مصادر موثوقة رفضت الكشف عن هويتها من داخل الفريق، أكدت في حديثها لنا على شباب المسيرة يمكنه أن يكون قد عانى فعلا من تلك المشاكل إلا انه ليست بهذا الحجم، "فالأمر لم يتعدى سوء تفاهم، فلاعب مثل بوعمري لا يمكن لنا الاستغناء عنه بسهولة، و منحه لفرق أخرى من أجل الاستفادة من مواهبه، و هذا الأمر لم يستوعبه بوعمري مما اضطرنا إلى منحه أوراقه و التي رفض استلامها"، يقول ذات المصدر، بوعمري أكد في السياق ذاته تعقيبا على تصريح الشباب "وصلت إلي سن يصعب على فيها أن ألج أي فريق كبير، حتى أفقدوني مستقبلي عاد بغاو يطلقوني"، معبرا عن ندمه الشديد إثر دخوله هذه التجربة. و ختم "باروكا" حديثه لنا موجها رسالة إلى المشرفين عن القطاع الرياضي بالمملكة قائلا، "أوجع رسالة مقتضبة إلى المشرفين عن الرياضة بالمغرب، و عن المجال الكروي بالتحديد، بإنصافي و فتح تحقيق نزيه حول الموضوع، لكي لا يقع للشباب و هم في بداية مشوارهم كما وقع لي". يشار إلى أن "باروكا" يلعب حاليا لفريق الصخيرات قسم هواة بعدما كان ينتظره مستقبل واعد في مجال الكرة المغربية و التي تعرف عدة تعثرات في مجالها.