في اطار البرنامج التكويني الذي سطرته المندوبية الجهوية للجمعية المغربية للصحافة الرياضية بجهة سوس ماسة درعة ، نظمت المندوبية يوم الجمعة الماضية ندوة تكوينية في موضوع " مداخل كرة القدم " وذلك قصد العمل من أجل الإرتقاء بالجانب التكويني لدى مكونات أسرة الإعلام الرياضي بجهة سوس ماسة درعة ، وساهم في تأطيرهذا النشاط كل من الحاج محمد جيد رئيس اللجنة الجهوية للتحكيم بعصبة سوس لكرة القدم بالنسبة لمدخل التحكيم وجمال الدين لحراش المدير التقني لنفس العصبة بالنسبة للمدخل التقني والدكتور محمد بيزران طبيب جراح مختص في طب الرياضة باكادير بالنسبة للمدخل الطبي. و انطلقت أشغال الندوة بكلمة للمكتب المسير للمندوبية الجهوية التي ألقاها رئيسها الزميل عبد اللطيف البعمراني والتي تم التأكيد فيها على أهمية موضوع الندوة، الذي يستهدف اختياره الارتقاء بممارسة الاعلامي الرياضي المطالب بامتلاك آليات القراءة التقنية للمباريات التي يقوم بتغطيتها أو التعليق عليها بالاضافة إلى معرفة قوانين لعبة كرة القدم والوعي بأهمية وجدوى الجانب الطبي نظرا لأن خطاب أو نظرة الاعلامي الرياضي لا يمكنها ان تكون هي نظرة المتفرج العادي الجالس في المدرجات، بل يتطلب الأمر منه ان يكون قادرا على انتاج خطاب وسيط يقرب الشقة ويخلق الفهم والتفاهم ما بين الفاعلين في مجال كرة القدم: الحكم والمدرب والمسير من جهة، والجمهور من جهة اخرى، حيث يفترض في هذا الخطاب ان لا يداهن أو يدغدع مشاعر المتفرج إن لم يعمل احيانا على تهييجها،وأشار الزميل البعمراني أن دور الاعلامي ينبغي ان يكون بالاساس دورا تأطيريا وتربويا . بعد ذلك تناول الحاج محمد جيد في عرضه المخصص لمدخل التحكيم بالشرح والتفسير المادتين 11و12 من قانون التحكيم والمتعلقتين بحالة الشرود وبالاخطاء المباشرة وغير المباشرة ، على اعتبار ان هاتين المادتين هما الأكثر إثارة للتأويلات والخلافات، والمشاكل التي تواجه الحكم في علاقاته مع باقي المتدخلين في اللعبة . أما عرض الإطار التقني جمال الدين لحراش فقد ركز على أنظمة اللعب المختلفة التي تعتمدها مختلف الفرق، حسب نوعية اللاعبين التي تتوفر عليها، وأنظمة اللعب هذه هي عبارة عن خطاطات يتم اعتمادها كانطلاقة لتتغير حسب مراحل تنشيط اللعب، والخطط الدفاعية أو الهجومية التي تتخللها، كما قدم بعد ذلك لمحة حول مختلف التاكتيكات الدفاعية، كالدفاع الفردي ودفاع المنطقة ثم الدفاع المختلط . المدخل الأخير، والذي هم الطب الرياضي ألقاه الدكتور محمد بيزران وحاول فيه التعريف بهذا المجال الضروري والحيوي بالنسبة للممارسة الرياضية كما بين دوره ووظائفه، حيث أوضح أن الطب الرياضي لا يشكل تخصصا، بقدر ما يمثل مجالا تتداخل فيه عدة اختصاصات طبية ، وقد جاء لتقنين التداريب التي يخضع لها الممارسون وتحديد علاقتها بقدرات الجسم، كما يهتم الطب الرياضي بمسألة انعدام الحركة وعواقبها الصحية، كما يتدخل في مسألة تأهيل اللاعبين، مما يعني أن هناك علاقة أساسية تربط بين المدرب والطبيب، و أكد الدكتور بيزران أن الأعطاب التي تحدث في مباريات كرة القدم تفوق نسبتها نسبة الأعطاب التي تحدث في مجال التجارة أو مجال الصناعة ، حيث أكدت دراسة للجامعة الدولية لكرة القدم "الفيفا " أن 92% من اللاعبين لهم استعداد لارتكاب أخطاء تنتج عنها الإصابات بالأعطاب بنسبة 27% ، مما يجعل من مباريات كرة القدم أحيانا مجالا لحرب حقيقية! ونشير إلى أن المناقشة التي أعقبت العروض الثلاثة ركز فيها المتدخلون على إشكالية تغيير المدربين وانعكاسها على الاستقرار التقني لفرقنا الوطنية، كما تم التساؤل حول استجابة المدربين أحيانا لتوجيهات طبيب الفريق، ولجوء بعضهم أحيانا إلى استنزاف بعض اللاعبين غير المؤهلين بدنيا أو صحيا لتحقيق نتائج ظرفية ، كما تم التركيز كذلك على أخطاء التحكيم، بل وعلى ما سماه البعض بالتراجع العام للتحكيم الوطني، وقد أجاب الحاج جيد عن هذه الانتقادات بالتذكير بوضعية الحكم الذي يبقى هو الطرف الذي تتوجه إليه الأنظار، بل والمشجب الذي تعلق عليه تعثرات بعض الفرق مشيرا أن الحكم كالقاضي مطالب بأن يكون عادلا ومحايدا، لكن القرارات التي ينبغي أن يتخذها تتم غالبا في زمن قياسي يحسب بالثانية، فيما القاضي لا يصدر حكمه إلا بعد تفكير وروية، وبعد المداولات ، كما أكد الحاج جيد أن مستقبل كرة القدم لن يتطور في اتجاه الأحسن ما لم يكن هناك انسجام بين كل المكونات المتدخلة في اللعبة، بمن فيها الإعلامي الرياضي الذي يحق له أن يطالب الحكم بأن يكون محايدا، لكن شريطة أن يحرص هو كذلك على أن يكون محايدا وملما بقانون التحكيم أيضا .