أجرى الزميل حسن العسكري حوارا مطولا وصريحا مع السيد محمد جمال البشارة عضو المكتب المسير لفريق اتحاد الشبيبة الرياضية لتارودانت وعضو مجلس المجموعة الوطنية لكرة القدم هواة ، وتناول الحوار العديد من النقط المرتبطة بالفريق والممارسة بالقسم الأول هواة ، وفيما يلي النص الكامل لهذا الحوار مع شكرنا للصديق حسن العسكري : يعتبر فريق اتحاد الشبيبة الرياضية بتارودانت من أعرق الفرق السوسية ويرجع تاريخ تأسيسه إلى فترة الثلاثينات ، ومع مرور الزمن أنجب الفريق العديد من المواهب ، ويكفي أن نذكر : العرعوري ، عكرود ، نجاح ، الساموق ، الغازي وصولا إلى رشيد الرغني ( الباتانا ) ، ليتبين المسار التاريخي الناجح للنادي وقوة التركيبة البشرية التي شكلته سابقا والتي من خلالها استطاع الفريق في مواسم عدة أن يمثل سوس في فرق النخبة . لكن مجموعة من العوائق جعلت النادي في المواسم الأخيرة يتراجع إلى قسم الهواة بل يتصارع أحيانا لكي لا ينحدر إلى الأقسام السفلى . وفي الحوار التالي مع قيدوم المسيرين لفريق اتحاد الشبيبة الرياضية بتارودانت السيد محمد جمال البشارة المزداد بتارودانت سنة 1959 وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء ويعمل كموظف بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بأكادير ، نقترب أكثر من النادي وأهدافه والمشاكل التي تعرقل مساره . أجرى الحوار : حسن العسكري س: السيد جمال البشارة مرحبا بك في جريدة النخبة ، ماهي أسباب البداية المتعثرة لفريق اتحاد تارودانت مع بداية الموسم ؟ ج : باسم الله الرحمان الرحيم ، أولا أشكركم على اهتمامكم بفرقنا الهاوية والتي تعتبر المدعم الأكبر لفرق النخبة ورغم ذلك فهي لازالت غير محظوظة إعلاميا ولا ماديا من طرف المسؤولين في الجامعة . أما عن سؤالكم فنحن لا نعتبرها بداية متعثرة ، فهي جد عادية لأن التركيبة البشرية لاتحاد تارودانت تعتمد على الموارد البشرية المحلية الشابة والتي تدحرجت عبر الفئات الصغرى حتى وصلت إلى الفريق الكبير . فمنذ أن تولى المكتب الحالي تسيير الفريق سنة 1997 وخطتنا واضحة في العمل ، حيث أعطينا الأولوية للفئات الصغرى كمستنبت للفريق الكبير لذلك تجدنا اليوم نعتمد على اللاعبين المحليين فقط من أبناء المدينة . وبالمناسبة ومن خلال منبركم هذا اشكر الإطار التقني ، والذي اعتبره أيضا عنصرا مسيرا معنا للفريق السيد فريد عبد العزيز بحيث يرجع له الفضل في تأطير وهيكلة النادي . س : حاليا ومن خلال النتائج الجيدة التي بدأ يحققها الفريق يمكن القول أنكم في الطريق الصحيح ، ما هو السر في ذلك ؟ ج : فرغم النتائج الجيدة للفريق في الدورات الأخيرة والرتبة التي نعتبرها نحن كمسيرين لازالت غير مشرفة ، فلازال ينتظرنا عمل كبير في العمق لإعادة التوازن للفريق . لأنه من الصعب أن تعتمد على التشبيب من أبناء المنطقة فقط غير مدعمين بعناصر ذات تجربة، وتنتظر منهم تحقيق أكثر من طاقتهم. ورغم ذلك فأؤكد لك أنه لا خوف على الفريق بل سنخلق المفاجأة لكل الفرق في الدور الثاني، بعد أن يكسب هذا الشباب الروداني الإحتكاك و التجربة . فالمطلوب هو الصبر وشيء من الوقت ، وكذلك الدعم المعنوي والمادي من كل الفعاليات الرودانية والجمهور الذي يعتبر المحتضن الأكبر للنادي . و أضيف هنا بان الفريق هذا الموسم قام بتسريح اللاعب المميز داخل النادي رشيد الرغني المعروف بالباتانا إلى فريق شباب هوارة ، وأيضا الحارس بن ضالي رغم أن النادي في حاجة ماسة إليهما لكن نحن وضعنا مستقبل اللاعب فوق كل اعتبار. وبالمناسبة فنحن نهنئ فريق شاب هوارة على تشريفه للكرة السوسية طبعا إلى جانب فريق حسنية اكادير ، ونحن في أمس الحاجة إلى فرق أخرى للسير على نهجهما والزيادة في التشريف للكرة السوسية . كما قمنا بتسريح حارس آخر إلى فريق طلبة بيوكرا ونتمنى لهم مشوارا ناجحا إلى جانب فرقهم . كما لا يفوتني هنا أن أهنأ صغار اتحاد تارودانت على المجهود الجبار والعمل الجيد الذي أدى إلى التحاق عنصرين بالمركز الوطني المعمورة لكرة القدم وهو شرف أيضا للشبيبة الإتحادية الرياضية بتارودانت وشرف آخر يضاف للكرة السوسية بالمنطقة . س: ماهي الأهداف التي رسمها فريق الإتحاد الروداني خلال هذا الموسم ؟ ج : فنحن كل موسم إلا ويكون هدفنا هو احتلال مراكز متقدمة في سبورة الترتيب وغالبا هذا ما نحققه ونحن دائما نطمح إلى أكثر من ذلك ، لكن العجز المادي هو الذي يحدد من طموحاتنا لأن القسم الموالي يتطلب مصاريف كبرى و مدخول قار وهو ما لا نتوفر عليه نحن في تارودانت . س: من أين تأتي الموارد المالية للفريق ؟ ج: سأختزل معك في هذه المسألة وأقول لك أنه : لولا مصدرين أساسيين لأصبحت اتحاد تارودانت في خبر كان ، وهما المجلس البلدي وتعاونية كوباك . فالمجلس البلدي يخصص دعما ماليا للفريق بحوالي 10 مليون بالإضافة إلى الحافلة والبنزين في حين تخصص تعاونية كوباك كدعم لفريقنا 10 مليون فالفضل الكبير في إبقاء فريق اتحاد تارودانت على قيد الحياة هو هذين المصدرين وبهذه المناسبة ومن خلال منبركم هذا نقدم لهم جزيل الشكر . س : ألم تفكروا كمكتب مسير للفريق في القيام ببعض المشاريع لدعم مالية الفريق ؟ ج: فحاليا نعمل على تحضير مشروع متكامل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وقد وجدنا قبولا من طرف السلطات المحلية التي أيدتنا على الأقل لإيجاد مقر للفريق والذي يفتقد إليه منذ تأسيسه سنة 1937 . كما أريد هنا أن أثير موضوعا هاما ، وهو أن المكتب المسير للنادي وبتعاون مع السلطات المحلية يقوم بتنظيم معرضا سنويا ثقافيا فنيا وترفيهيا : أولا لإحياء المعرض السابق الذي كانت تارودانت تشتهر به ، ثم لتنشيط المنطقة والترفيه عن أبنائها الذين هم في أمس الحاجة لمثل هذه المعارض ثم كمصدر تمويلي للفريق والذي من خلال مداخليه نحاول أن نغطي العجز الموسمي للفريق . واستطعنا فعلا أن نستثمر مداخيله لشراء بقعة أرضية لإحداث مقر للفريق ، كما أننا اقتنينا من خلال مداخيله أيضا سيارة باسم النادي ثم حافلة . وكخلاصة فهذا المعرض كان بمثابة دعم كبير لمالية النادي مما كان يتيح لنا تسديد جميع الديون المترتبة عن العجز الموسمي والصراحة تقال أننا لم نعرف أي عجز منذ أن أقمنا أول معرض . لكننا فوجئنا خلال السنة الماضية بعدم الموافقة من طرف السلطات المحلية على إقامة هذا المعرض وبدون سبب وبدون توضيح وذلك في الوقت الذي كنا قد اعتبرناه مكسبا سنويا للنادي و مدخولا قارا له . والسؤال عن إلغاءه وعدم السماح بإقامته مطروح على السلطات المحلية والمجلس البلدي للإجابة عليه . ولو بقي هذا المعرض لسطرنا أهدافا أخرى قد نتطلع بها للصعود إلى قسم النخبة ونعالج المشاكل التي تعرقل مسيرتنا لكن رغم ذلك فأملنا كبير في السيد العامل على إقليمتارودانت لإعادة إحياء هذا المعرض و الوقوف بجانب النادي . س : المشاكل التي يعاني منها النادي ؟ ج : اكبر مشكل يواجهه فريق اتحاد تارودانت هو المشكل المادي وهو الذي يحد من طموحاتنا . فلا يعقل أن تتجاوز مداخيل الفرق التي تنافسنا بمجموعتنا 100 مليون بينما نحن بتارودانت لا تتجاوز مداخيلنا سوى 20 مليونا ، ورغم ذلك نحقق نتائج جيدة ، فمقارنة مع باقي فرق مجموعتنا نعتبر اقل دخلا منهم جميعا . بالإضافة إلى الضغط الكبير على عشب الملعب البلدي الذي لا يمكنه أن يتحمل كل اللقاءات والتداريب لفريقنا بكل فئاته ولفريق الرجاء الروداني أيضا ولبعض الفرق الأخرى ، مما يحتم الإسراع في تهيئ الملعب الجديد للتخفيف عن الملعب الرئيسي . س : نظمتم مؤخرا حفلا تكريميا لمجموعة من الفعاليات الرياضية بالمنطقة ، كيف تبلورت الفكرة وهل حققتم الأهداف منها ؟ ج : سأسميها كما سماها الآخرون" بليلة الوفاء" ، وهذه الليلة جاءت كنتيجة للنجاح الذي لقيه الدوري المنظم من طرف قدماء لاعبي اتحاد تارودانت والذي لقي رغبة واستجابة كبيرة من طرف كل الفرق السوسية المشاركة ، واذكر منهم : اتحاد تارودانت ، شاب هوارة ، اتحاد فتح إنزكان ، اولمبيك الدشيرة ، حسنية اكادير ، رجاء اكادير ، نجم أنزا وأخيرا فريق قدماء أمل تزنيت . والهدف من هذا الدوري هو الإلتقاء بالأصدقاء القدامى والتعاون وإعادة إحياء صلة الرحم مع كافة الأصدقاء ، واعتبر أن كل الفرق التي شاركت في الدوري خرجت فائزة . وفي ليلة الختام بتارودانت قمنا بتكريم مجموعة من الفعاليات الرياضية بالمنطقة التي ساهمت في التنمية الرياضية على الصعيد السوسي كما كانت مناسبة استقبلنا من خلالها اللاعبين القدامى لاتحاد تارودانت العائدين من مناسك الحج . وأتمنى أن تصبح سنة سنوية، مع العلم أن هناك دوريا آخر وكاس لازالت مبارياتهما مستمرة لنفس الفئة. س : آخر كلمة في هذا اللقاء ؟ ج: أولا أشكرك على العمل الذي تقوم به خصوصا على مستوى فرق الهواة ومن خلالك أشكر كل الطاقم المشرف على جريدة النخبة ، كما أتمنى من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن تعطي لفرق الهواة حقهم في كل شيء ، فلا يعقل أن تستفيد فرق النخبة ب 80 في المائة ويبقى لفرق الهواة فقط 20 في المائة ، مع العلم أن فرق الهواة تعتبر الممول الرئيسي لفرق النخبة من حيث اللاعبين الجيدين خلال كل موسم ، وأيضا العمل على إزالة مباريات السد لفرقنا قصد الصعود إلى المجموعة الوطنية الثانية ثم إعادة النظر في طريقة إقصائيات كاس العرش بحيث لا يعقل أن تجري فرق الهواة مجموعة من اللقاءات الإقصائية ثم بعد ذلك تنظم إلينا فرق النخبة في الأدوار الأخيرة فاعتبر هذا حيفا في حقنا . كما أوجه نداءا إلى إخواننا بالمجلس البلدي لمساعدة الفريق من كل الجوانب والى التفكير بجد في احتضانه . و ندائي أيضا موجه إلى السلطات المحلية للإهتمام بالنادي أكثر على اعتبار أن ممارسة كرة القدم أصبحت قاطرة للتنمية . أجرى الحوار حسن العسكري