ملعب “الحسين مدانيب” يعتبر هو الفضاء الرياضي الوحيد الجدير بهذا الإسم الذي تتناوب عليه فرق مقاطعة تيكوين التي ساءت، للأسف، أحوالها منذ إلحاقها بجماعة أكادير. فأندية شباب، واتحاد، وعباسية تيكوين بمختلف فئاتها ( البراعم – الصغار – الفتيان – الشبان، ثم الكبار) توزع تداريبها أسبوعيا على هذا الفضاء اليتيم، بالإضافة إلى تداريب مدرستين لكرة القدم تابعتين لكل من شباب وعباسية تيكوين. هذا الوضع خلق حالة اكتظاظ حقيقية واضطر الفرق المذكورة للجوء إلى التداريب الليلية، وما أدراك ما التداريب الليلية التي تجري تحت ضوء إنارة خافتة وغير كافية بتاتا، بحيث لا تسمح بإجراء المنافسات والمباريات. فكأن الملعب مضاء بالمصابيح . وطبعا لن يغيب غن بال الأغلبية المسيرة لبلدية أكادير مدى قدرة هذه المصابيح على إضاءة فضاء الملعب، فهي أدرى بأسرار المصابيح ومدى قدرتها على الإضاءة، علما أن الممارسين بملعب تيكوين يختبرون هذا الأمر يوميا، ويعانون كلما خطرت لهم الممارسة ليلا من ضعف الإنارة. ويضاف إلى هذا أن الملعب بالمواصفات التي ذكرنا لم يعرف خلال الولاية الحالية للمجلس الجماعي لأكادير أي إصلاح أو توسعة، علما أنه في حاجة إلى تسييج وتوسعة، وعلى التوفر على مرابد للسيارات، مع استمرار مشكل الإنارة المشار إليه. وحتى بعض الإصلاحات التي عرفها المحيط الداخلي للملعب مؤخرا فهي تمت بتنسيق ما بين الجمعيات الرياضية المحلية والمجلس الإقليمي الذي وفر آليات العمل. وتبقى الطامة الكبرى التي تهدد هذا الملعب هي النية في الترامي عليه من خلال التوقيع على اتفاقيات مع بعض المدارس الخصوصية سيتاح لها، برضا وقبول المجلس البلدي فيما يبدو، استغلال ملعب “الحسين مدانيب” وإجراء حصص التربية البدنية في فضاءاته. ويعني هذا أن الباب سيفتح أمام هذه المدارس، في سابقة من نوعها، لاحتلال هذا الملعب واستغلاله على حساب الفرق المحلية لتيكوين والتي لا يكاد يكفيها كما رأينا فضاء هذا الملعب. علما أن الطرف الذي فتحت له البلدية الملعب لكي يقوم باستغلاله، يملك من الإمكانيات ما لا يتوفر لأندية تيكوين الثلاثة التي تعيش على منح هزيلة يقدمها لها المجلس البلدي، علما بأنها تقوم بدور كبير في تأطير وتكوين شباب المدينة باستقطابه رياضيا، وحمايته من كل أشكال الإنحراف والضياع. وعليه، فإن الإتفاقية إياها الموقعة مع المدارس الخصوصية تمثل مؤشرا مقلقا سيساهم بالتأكيد في تحويل ملعب “الحسين مدانيب” إلى فضاء سائب يستغله كل من هب ودب، بمن فيهم تلاميذ المدارس الخاصة والتي أصبح لزاما عليها التوفر، ليس فقط على حجرات وفصول الدراسة، بل التوفر كذلك على ملاعب وفضاءات رياضية خاصة بها بدل الترامي على ملعب تستغله وتستفيد منه أندية مغلوبة على أمرها، تقدم مع ذلك للمدينة والمجتمع خدمة لا تعوض في تكوين وتأهيل الشباب وحمايته. ويكفي أن نذكر في هذا الصدد أن أندية تيكوين أعطت للفريق الأول للمدينة والمنطقة حسنية أكادير عددا من الأسماء الكروية المتألقة نذكر منها على سبيل المثال اللاعبين أجدبار، وعبد الكريم باعدي، وكريم آيت محمد، وياسين أمزيان، وأيمن حضري. فهل بهذا الشكل نكافئ هذه الفرق والأندية بتحويل ملعبها الرياضي الوحيد إلى فضاء سائب ؟