في تصريح لإحدى الإذاعات أكد رئيس نادي حسنية أكادير حبيب سيدينو بأن فريقه يمر بأزمة مالية خانقة وصلت إلى حد أن الفريق لم يتمكن، خلال دورة البطولة الإحترافية الأخيرة، من التنقل إلى واد زم لمواجهة السريع إلا بإمكانيات أداها مسئولو الفريق من جيوبهم. كما أكد سيدينو بأن إمكانيات فريقه المالية تكاد تؤهله ليكون وسط الترتيب وليس في الرتبة التي يحتلها حاليا في الصدارة رفقة الوداد البيضاوي. كما اشتكى سيدينو من أن بعض المبالغ التي يمده بها مجلس الجهة أو بلدية أكادير، والتي تتجاوز قليلا المليار من السنتيمات، لا يتم التوصل بها إلا عند مشارف نهاية الموسم الكروي. كما يشتكي مسيرو الفريق الأكاديري من ضعف، بل وانعدام، دعم عدد من المستثمرين ورجال الأعمال بالمدينة والجهة للفريق الذي يلعب على واجهتين، البطولة ومنافسات كأس الكاف. ومقابل هذا التصريح ألإنذاري والمقلق، لم يتأخر رد فعل مجلس جهة سوس ماسة الذي يقدم للحسنية دعما ماليا سنويا يقدر بحوالي 770 مليونا من السنتيمات، 70 مليونا منها تذهب لأداء مستحقات “سونارجيس”. فقد استنكر عضو مجلس الجهة وعضو لجنتها المالية السيد حسن مرزوقي تصريحات الرئيس سيدينو معتبرا أنها كانت مجانبة للحقيقة. ففي تصريح له لأحد المنابر الإلكترونية أكد أن مجلس الجهة “رفع الدعم المادي (المقدم للحسنية) من 500 مليون سنويا إلى 700 مليون سنتيم وبدون استحياء ولا مقدمات دعم مجلس الجهة ينفيه الرئيس ولم يعتبره في تصريحه وهذا شيء خطير لا يمكن السكوت عنه..” . وقد تقرر استدعاء رئيس الحسنية يوم 21 من الشهر الجاري لتقديم تفسير لتصريحاته التي يبدو أنها أثارت وبقوة حفيظة ممثلي مجلس الجهة، وكذا فاعلين آخرين. فهناك العديد من الجهات، وضمنها مجلس الجهة، التي عارضت تصريحات السيد الرئيس معتبرة أن الأمر يتعلق ب “سوء تدبير” وليس بخصاص مالي في ظل توصل النادي حاليا بمبالغ أكبر بكثير مما كان يحصل عليه خلال الفترة التي تمكن فيها من انتزاع لقبين متتاليين للبطولة. ويتضح هذا بجلاء وقوة في كلام عضو مجلس الجهة حسن مرزوقي الذي أكد أنه إلى جانب الدعم العمومي ينبغي أن تكون لدى مؤسسة رئاسة النادي “إستراتيجية محددة المعالم وتقوم بجلب مستثمرين ومستشهرين جدد وألا تنتظر الدعم المؤسساتي، فالخلل في طريقة تدبير وتسيير الرئيس لشؤون النادي..”. وبمعزل عن التعارض بين الموقفين اللذين تبقى لكلاهما مبرراته باعتبار أن الأزمة المالية التي يمر منها الفريق تبقى واقعا قائما، وباعتبار كذلك أن طريقة التدبير المالي للنادي يبقى لها نصيبها في هذه الأزمة المالية، فلا بد من إيجاد مخرج بالبحث عن موارد مالية جديدة باستقطاب مدعمين ومستشهرين جدد، مع العمل على الترشيد الصارم للمداخيل المتاحة على طول الموسم وترشيد صرفها بشكل صارم ومعقلن. فلا شك أن هناك أموالا تذهب أحيانا هباء في عملية الإنتذابات، أو على الأقل بعض الإنتذابات والتي لا تسمن ولا تغني، بل تمثل هدرا حقيقيا لمالية النادي، وتؤكد هذا انتدابات الموسم الحالي. هناك كذلك مشكلة ملعب أدرار الخارج عن النسيج العمراني للمدينة، والذي يفتقد الجمهور للإنتقال إليه لوسائل النقل. فينبغي البحث عن حل لهذا المشكل في كل جوانبه، بما فيها العمل على الحد من عمليات الهجوم والتكسير الذي قد تتعرض له وسائل النقل تلك. يضاف إلى هذا مشكل بيع التذاكر التي تشكل مصدرا مهما لمالية الفريق. فينبغي أن تكون هناك تعبئة حقيقية لضبط عملية البيع ومساهمة الجميع في اقتناء التذاكر، بمن فيهم جمهور المنصة الشرفية. ويفترض هذا وضع حد لعهد المجانية. من يحب الفريق، فليقتني تذكرته. كما ينبغي أخيرا إعفاء مالية النادي من بعض العمليات المكلفة، كعملية تجنيد متطوعي الملعب مثلا، والتي ليس لها أي أثر على الجمهور الواسع الذي يحج للملعب وهو المقصود والمستهدف بهذه العملية وليس الجمهور المتواجد بالمنصة الشرفية أو جمهور الإعلاميين بالطابق الرابع. فلا بد إذن أن تكون هناك عقلنة لهذا الجانب.