عاد فريق حسنية اكادير بانتصار مهم خارج قواعده على حساب المغرب التطواني، رغم ان السوسيين تنقلوا لمسافة طويلة بالحافلة، ورغم الأجواء الممطرة التي تتطلب إعدادا بدنيا في مستوى كبير، وهي الظروف التي كان من الممكن لأي فريق أن يبرر بها التعثر عادة في عرفنا الرياضي، منطلقين من حالات سابقة في البطولة . الفريق الاكاديري لم يتراجع إلى الدفاع بقدرما بادرت عناصره إلى اعتماد لعب هجومي مفتوح، مكن المهاجمين من خلق عدة فرص حقيقية للتسجيل خلال الجولة الأولى، والتي غاب فيها التطوانيون تماما بسبب خنق الترابط الممكن بين خطوطهم الثلاث، خاصة نجم الفريق زيد كروش ومهاجميه زهير نعيم وبورزوق، ورغم ان حالات لابأس بها من ارتطام الكرة بايدي مدافعي الماط سجلت، فإن الحكم الجعفري لم يتسرع للإعلان عن ضربات جزاء للحسنية بالخصوص، وقاد اللقاء بصرامة تنسينا كارثة الكزاز في مباراة الوداد . الحسنية ، وفي حالة نادرة من حالات استغلال الكرات الثابتة ، ستتمكن من توقيع هدف المواجهة الوحيد قبيل انتهاء الشوط الأول، اثر تسددة مركزة لهداف البطولة جلال الداودي، ليحسن لاعبوها تدبير مجريات الجولة الثانية، من خلال امتصاص حماس واندفاع لاعبي المغرب التطواني، واللعب باحتياط شديد مع تنشيط الحملات الخاطفة ، خاصة بعد إقحام البركاوي كبديل لبديع ، لتستمر جل أطوار الجولة على إيقاع تحرك طفيف للمحليين ، واستماتة خطي الوسط والدفاع الاكاديريين ، قبل أن يعلن الجعفري نهاية المباراة بفوز مهم للحسنية بتطوان . الحسنية أكدت مرة اخرى انها تقف ندا للند في مواجهة الفرق الكبيرة بإمكانياتها المادية قبل البشرية، وأكدت من جديد أنها بكل موضوعية لم تستطع بعد ان تخلق قاعدة كبيرة من الأنصار الحقيقيين، كما هو شان الرجاء والوداد وطنجة وغيرها ، فجمهور الحسنية الفعلي جزء منه تكبد مشقة السفر إلى تطوان ، وساند فريقه هناك بشكل منظم ترك انطباعا جيدا لدى المنظمين ولدى جمهور الحمامة البيضاء. إن الدعم الجماهيري من مفاتيح بروز فرق قوية في عالم كرة القدم الحديثة، ومن معضلات الحسنية أنها تحظى أحيانا بأنصار وهميين سرعان ما ينقلبون على كل شيء، في حين أن حجم الاولترات المساندة لازال متواضعا على مستوى الكثافة العددية والنوعية، وهو ما سيتضح تماما من خلال هزالة رقم المنخرطين ، كما أن رجال المال والأعمال السوسيين يتعاملون مع الفريق تعاملا انتهازيا في المجمل ، فهم بالقول حسنيون وبالفعل يضخون دعم مؤسساتهم وشركاتهم في حسابات أندية أخرى، وهو العمل المفسر لتدمير فرق سوسية أخرى كثيرة ، عانى مسيروها الويلات ولا زالوا يعانون في صمت. إشارة أخرى نود عدم المرور عليها دون توقف، وتتعلق بالدونيةالتي ينطلق منها بعض المعلقين الرياضيين والإعلاميين تجاه الحسنية، وهي لازمة صاحبت الفريق من زمان ، ولازلنا نستحضر المواكبة البئيسة لتتويج الفريق السوسي ببطولتين ، فرغم أن الأصوات التي تنطلق من الموضوعية تبقى محدودة، إلا أن المعاناة من التجاهل والتمييز بعيدا عن النزاهة الإعلامية أمور نلاحظ تناميها للأسف في حق الحسنية. داخل الاطار : عنصران اثنان استحقا التنويه أكثر بعد مواجهة السبت ، حيث أننا نحيي كل الأنصار الشباب ممن تجشموا عناء التنقل صوب تطوان لمساندة الحسنية، وفي نفس الوقت دعونا ننصف الظهور الجيد في المباراة للحارس الشاب المجهد .