المجهود الذي بذلته كل المصالح الأمنية من أجل عدم تسجيل أية انفلاتات قبل ، اثناء، وبعد مباراة الجولة السابعة باكادير بين الحسنية والرجاء البيضاوي، رغم مافيها من تعب ويقظة شديدين لمكونات الساهرين على تنفيذها، تستحق كل تنويه، خاصة وأننا لاحظنا على طول الطريق الرابط بين اكادير وانزكان كثافة حضور سيارات رجال الأمن، لتامين وصول بعض جماهير الرجاء الى المحطة الطرقية بإنزكان ، وطبعا لاننس حرص السيد والي الجهة على النقطة الامنية بشكل ملفت، ترجمته عدد زياراته للملعب قبل المواجهة، وعدد الاجتماعات التي عقدت مع المكتب المسير للحسنية. جمهور الحسنية صنع حدثا من نوع خاص على المدرجات، عبر تكريم رمزي دال للراحل جواد أقدار، والتزم جمهور الخضراء بأبجديات التشجيع الحضاري والسلوك الجيد، وتلك من الأمور السارة، التي نتمنى تحققها في كل مباريات البطولات الوطنية في كل صنف رياضي جماعي بالخصوص.. فريق الحسنية أدى مباراة رجولية، دون أي مركب نقص، واستثمرت عناصره جانب الانسجام والاحتياط من مرتدات مهاجمي الرجاء، حيث سارت المباراة على نهج تكافؤ خلال الجولة الاولى، التي انهاها السوسيون متقدمين بفضل ضربة جزاء مشروعة اعلن عنها الحكم سمير الكزاز، وترجمها خالد البهيج الى سبق لصالح المحليين. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع انتفاضة الرجاء خلال الجولة الثانية، استمر عطاء عناصر الحسنية بشكل افضل، ولم تتمكن عناصر الفريق الضيف من تهديد مرمى الاحمدي بأشكال حقيقية، بقدرما بدت عناصر الرجاء مفتقدة للتركيز وللطراوة البدنية، مما مكن السوسيين من مرتدات هجومية تلاعب خلالها مهاجموها بمدافعي الرجاء، وكان من الممكن ترجمة ولو بعض تلك المرتدات الى اهداف ، لولا غياب متمم العمليات ، في ظل غياب رأس حربة قار. مصطفى مديح أكيد عبر قراءته الجيدة لأسلوب الرجاء، ولم تترك خطته التاكتيكية للفريق الضيف أدنى فرصة لتأكيد الذات، سيما بعد انضباط لاعبي الحسنية التاكتيكي الملحوظ، وتجنبهم منح اخطاء قاتلة لمهاجمي الخضراء، كما ضيقوا المساحات وخنقوا مهاجمي الرجاء، وطبعا الاعداد البدني الجيد للمحليين كانت نتائجه باهرة . برتوشات لاتتجاوز موضعين اوثلاثة خلال مرحلة الميركاتو، وبدون مبالغة، يمكن تاكيد وجود حظوظ للفريق السوسي من اجل التنافس على اللقب وليس مجرد تنشيط البطولة، وذلك يحتاج كذلك الى عودة جمهور الفريق وأنصاره الى دفء المدرجات. بقلم : محمد بلوش