مناسبة هذا السؤال هو النبش في قائمة المكرمين من قبل عصبة سوس لكرة القدم منذ إعادة الشرعية لها في بداية تسعينيات القرن الماضي وترأس المكتب المديري للعصبة من قبل المرحوم الحسين راديف ثم عبدالمجيد قنقوم بعد وفاه الرديف ، وعبد الله أبو القاسم لإتمام ولاية المرحوم ولولاية جديدة منذ موسمين ، خاصة وأن البادرة التي سنتها العصبة صفق لها الجميع بإعتبارها لحظة إنسانية جميلة يحس من خلالها المكرم بعمق العمل التطوعي في مجال الرياضة بعيدا عن ضخب ما يتناوله الجمع من نقط. غير أن الباحث في لائحة المكرمين منذ بداية التسعينيات الى اليوم لا يعثر على إسم المرحوم الحسين أشنكلي الذي ارتبط اسمه بالعصبة منذ 1963 الى سنة 1970 استهلها بنائب للرئيس قبل ان يترأس المكتب المديري لهذه العصبة من 1964 الى 1966، وشغل مهام الرئيس المنتدب بالعصبة لدى الجامعة موسم 1967/1968، وعاد وتولى مهام رئاسة المكتب المديري للعصبة من 1967 الى 1970 ، هذا طبعا الى جانب اعتباره من أبرز مسيري فريق حسنية أكادير لكرة القدم حيث ارتبط اسمه بالفريق في أول مكتب رسمي للفريق بعد استقلال المغرب سنة 1956 ليتولى رئاسة الفريق ويحقق معه الصعود الى القسم الوطني الاول موسم 1958/1959، وتحمل مسؤولية تاريخية عقب زلزال أكادير سنة 1960 و وفاة عدد من المسيرين واللاعبين فنجح في إعادة إحياء الفريق ليشارك في بطولة المغرب لموسم 1960/1961 بعد الزلزال بأشهر قليلة وليقود الفريق نحو نهاية كأس العرش لسنة 1963 ، ولعل من الأشياء التي لايعرفها الكثيرون حول المرحوم أشنكلي أنه إستدعي من قبل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم صيف 1960 من أجل التعرف على رأي الفريق بخصوص إستعداده للمشاركة في بطولة موسم 60/61 بعد أن كان قد أعفي من إتمام بطولة 59/60 ومنح لقب البطولة الشرفية لنفس الموسم ، وأثناء طرح الموضوع تدخل أحد رؤساء أندية القسم الأول مقترحا عدم مناقشة هذه النقطة و ما على الجامعة إلا أن تبرمج بطولة القسم الأول بدون حسنية أكادير ، فأكادير حسب المسير دمرت ومسحت من خارطة المغرب ، وما إن أتم المسير حديثه حتى انتفض المرحوم الحسين اشنكلي في وجهه ضاربا بيده على طاولة الإجتماع صائحا ماذا تقول باهذا أكادير وإن دمرت المباني فلايزال هناك رجال على قيد الحياة بمقدرهم تكوين فريقهم والإستعداد للمشاركة في البطولة، وذلك ماكان فبعد ثمانية أشهر عن الزلزال عادت الحسنية للممارسة بالقسم الأول وأغلبية اللاعبين والمسيرين وأسرهم آنذاك لايزالون يقطنون بالخيام المنصوبة بالمخيمات بضواحي إنزكان وأيت ملول ، والتداريب تقام بملعب إنزكان بعد دمار الملعب البلدي لأكادير ،ليتحدى أشنكلي رفقة باقي المسيرين واللاعبين كل الصعاب وشاركو في بطولة الموسم مستقبلا بميدانه بإنزكان ومنتقلا كباقي الفرق الى كل ملاعب المغرب . ألا يستحق أشنكلي التكريم في حياته لهذه المواقف أم أن لنشاطه ولونه السياسي بأكادير وسوس بعد ذلك بكثير دور في هذا الإقصاء، خاصة وأن مدبري شؤون العصبة يخالفونه في اللون والاتجاه السياسي،هذا في الوقت الذي كرمت فيه العصبة شخصيات كثيرة منها من لم يقدم ما قدمه الرجل لكرة القدم بسوس . فهل ستتحرك عصبة سوس وحسينة أكادير للإعتراف بعطاءات الرجل وتنظيم حفل بمناسية أربعينية الراحل أشنكلي الذي بصم بأحرف بارزة في تاريخ ممارسة كرة القدم بأكادير وسوس ،إنه مجرد سؤال ؟ * الصورتين رفقة المقال : الأولى للمرحوم أشنكلي رفقة لاعبي حسنية أكادير حما التاحبوستي على اليمين ، وعبدالسلام رجوح على اليسار ، والثانية رفقة باقي عناصر حسنية أكادير بملعب بيجوان سنة 1959.