عبّر صلاح الدين السباعي، اللاعب السابق لفريق الرجاء البيضاوي، عن آسفه الشديد لما قام به الحبيب سيدينو، رئيس فريق حسنية اكادير لكرة القدم، وقال اللاعب السابق في صفوف المنتخب الوطني المغربي ل"الأخبار"، أنه تخلى عن 65 مليون سنتيم، قيمة مستحقات موسمين، مع الرجاء الرياضي، نظير فسخ العقد الذي كان يربطه بالفريق البيضاوي، بعد الوعود التي تلقاها من طرف، سيدينو، للإنضمام إلى صفوف الحسنية الموسم الحالي، غير أن لا شيء حصل. كما تحدث السباعي عن أشياء أخرى نكتشفها في هذا الحوار الذي أجرته معه "الأخبار" بمدينة أكادير متم الشهر الماضي. لماذا، لم توقع لفريق حسنية أكادير، خصوصا بعدما راجت أخبار عن التحاقك بالفريق السوسي؟ أصل الحكاية يعود إلى الدورات الأخيرة من بطولة الموسم الماضي، أي في عهد المدرب مصطفى مديح، حيث لازال يربطني آنذاك بفريق الرجاء البيضاوي عقد ساري المفعول لثلاث سنوات، وبعد اتصال هاتفي من الحبيب سيدينو رئيس فريق حسنية أكادير، اقترح علي الالتحاق بتشكيلة الحسنية، بعدما أخبرني على أن المدرب مديح على وشك مغادرة الفريق وإن مدربا جديدا سيخلفه على دكة البدلاء، تحفظ سدينو عن ذكر اسمه وقال "خليه تايسني وتعرفو" مكتفيا بالترحيب بي بفريق الحسنية. (مقاطعا)، وهل تحدثما عن شروط الاتفاق، أم أجلتما الأمر؟ على العكس تماما، اتفقنا على جميع الشروط، وحثني على فسخ تعاقدي مع الرجاء، وبالفعل انتقلت إلى الدارالبيضاء لفسخ العقد الذي كان يربطني بالفريق البيضاوي، الذي تواصل معي مسؤولوه بكل احترافية وتخليت عن مبلغ مالي بلغ 65 مليون سنتيم، قيمة مستحقات موسمين، وغمرني سعادة بالغة لكوني سألتحق بفريق لطالما تحدث لي عنه صهري مصطفى حجي، حيث انتقلت إلى مدينة أكادير التي وصلتها على الساعة الثالثة صباحا، فاتصل بي رئيس الحسنية مخبرا إياي بأن ألتحق بتداريب الفريق في صباح اليوم نفسه. وكيف كان لقاؤك الأول مع المدرب عبد الهادي السكتيوي؟ أخبرت المدرب السكتيوي، كوني لم أخض مباريات كثيرة مع الرجاء البيضاوي وتفهم الأمر، وتدربت رفقة اللاعبين، غير أنني تفاجأت بعدم المناداة علي في المرة المقبلة، في الأول ظننت الأمر مجرد فرصة لإسترجاع اللياقة البدنية، لكن تفاجات بعدم ورود اسمي ضمن اللائحة المستدعاة للإلتحاق بتداريب الحسنية، بعدها تحدثت إلى عبد الكبير امزيان مساعد المدرب بكوني لم آتي من أجل الاختبار، وأخبرني على أن اللائحة هي من وضع المدرب، وفي حديثي للأخير، قال لي أنني غير مؤهل بدنيا لحمل قميص الحسنية، تفهمت الأمر في البداية غير أنني أخبرته بأنه شيء طبيعي كوني لم أخض مباريات كثيرة مع الرجاء ولم تتح لي فرص أكثر، مع إخباره بكوني سأستعيد اللياقة مع التداريب، لأتفاجأ بالمدرب يقول لي "الوقت كايزاحمنا". ماذا بعد ذلك، هل اتصلت بالرئيس؟ بالفعل، اتصلت بالحبيب سدينو وكلمته في الأمر، وبدأ في تقديم الوعود، وأنه سيتكلم مع المدرب، في الوقت ذاته، شرعت في خوض التداريب بشكل انفرادي حفاظا على منسوبي البدني، بعد أيام اتصلت بأمين ضور أمين مال الفريق، هو الآخر قال بأن الحسنية في حاجة إلي وأنه سيحدث المدرب غير أن لاشيء تحقق، وقبيل إنتهاء فترة الانتقالات الصيفية في ال19 من الشهر الماضي، كان الوقت يمر بسرعة، اتصلت من جديد بالسكتيوي واقترحت عليه ان أحمل قميص الحسنية بالمجان نظرا لضيق الوقت وأن الفريق بحاجة إلى ظهير أيسر، ليفاجئني قبل 24 ساعة من إقفال باب الانتقالات، أن الفريق ليس في أمس الحاجة إلي، وأن الميركاتو سيغلق على الساعة الرابعة بعد زوال الغد (أي الجمعة). وهل غادرتَ بعد ذلك، أم أنك استسلمت للأمر؟ لا، بل كثفت من اتصالاتي الهاتفية، إذ اتصلت بأحد الموظفين المسؤولين عن الميركاتو، (حيث أن المتعارف عليه دوليا أن فترة الانتقالات تنتهي في منتصف الليل)، وأخبرني على أن "الميركاتو" مستمر إلى غاية منتصف الليل، لأتصل مرة أخرى بالرئيس، وقال بأن المدرب وضع اللائحة النهائية للاعبين، لأتفاجأ بكون الفريق تعاقد مع لاعب جديد قادم من الكوكب المراكشي. بما أنك صهر اللاعب الدولي السابق مساعد بادو الزاكي، مصطفى حجي، ألم يتدخل لدى مسيري الحسنية؟ بتاتا، مصطفى حجي لم يتدخل بخصوص هذا الأمر، واكتفى بقول أن منطقة سوس منطقة جميلة أناسها طيبون، غير أنني لم أكن أتوقع ما حصل لي مع رئيس وأمين مال حسنية اكادير، وبعد علمه بالأمر قال لي بأن "هادشي ماشي معقول". ماذا فعلت بعد ذلك؟ التحقت بفريق أدرار سوس (القسم الأول هواة شطر الجنوب)، بطلب من السيد عبد الله أبو القاسم رئيس عصبة سوس لكرة القدم الذي خفف عني الصدمة، وأود أن أشكره من هذا المنبر، لأنه بعد علمه بالأمر هاتفني مقترحا علي الالتحاق بفريق أدرار سوس ورحبت بالفكرة لكون "الميركاتو" أشرف على نهايته، بالفعل التحقت بتداريب أدرار سوس حيث الأجواء مناسبة لممارسة الكرة، ورغم وجود الفريق بقسم الهواة إلا أن الاحترافية تطبع تعامل مكتبه المسير مع اللاعبين ومع العالم الخارجي، كما اقترحوا علي لعب المباريات الرسمية. كلمة أخيرة، أو رسالة تريد أن توجهها للمعنيين بالأمر. لم أكن أتصور أن أقع في هذا كله، فكان من الواجب على الرئيس أن يواجهني بالحقيقة بدل تقديم وعود لا اساس لها من الصحة "ماشي اقول ليا كلمة، ورايا إقول كلمة أخرى"، وأتمنى التوفيق لجميع لاعبي فريق حسنية أكادير. حاوره: محمد فرحان المصدر / جريدة الأخبار: عدد 584، بتاريخ: الخميس 9 أكتوبر 2014